لا يستطيع أن يفهم لغة القرآن في سهولة (?)، وهنا لابد أن نأتي إلى تلك النتيجة المنطقية وهي أن انتشار الإسلام قد أدى إلى انتشار اللغة العربية ولكنه لم يؤد بالضرورة إلى التعريب (?) في المناطق الفارسية والتركية وغيرها.
ساعد على تعريب البلاد المفتوحة أن العرب الذين نزحوا إلى الأرض الجديدة استقر معظمهم فيها، ولم يستمروا طويلاً في حالة عزلة وإنما أخذوا يندمجون تدريجياً مع الأهالي الأصليين، ولعل أول موجة نذكرها جاءت إلى مصر مع عمرو بن العاص واستمرت الهجرة في العهد الأموي وأخذوا يندمجون تدريجياً مع الأهالي الأصليين (?).
ومن الأمور التي ساعدت على حركة التعريب، ما قام به عبد الملك من حركة التعريب في الدواوين فقد أدى هذا الفعل إلى تعريب اللسان ونشر الخط العربي في كل البلدان التي توالى فيها بعد ذلك نقل دواوينها إلى اللغة العربية، ذلك أن: استخدام اللغة العربية في الشئون الإدارية كان وسيلة فعالة كبرى إلى نشر العلم بطراز معهود في الكتابة العربية، ومن الثابت أيضاً أن هذا الطراز لم يتم تطوره الكامل بتحقيق حروف الهجاء من أواخر القرن الأول بعد الهجرة (?).
4 ـ تفوق الحضارة الإسلامية: ساعد ازدهار الحضارة الإسلامية واتساع نطاقها وتنوع آفاقها على حركة التعريب فهذه الحضارة ساهمت في كافة الميادين ذات الخبرة الإنسانية، سواء الدراسات القطرية والعملية والأطعمة والأشربة والعقاقير والأسلحة والفنون والصناعات والنشاط التجاري والبحري، وكانت اللغة العربية أداة تلك الحضارة العظيمة (?)، وقد استفاد العرب من حضارات الأمم الأخرى وقد أدى تفوق الحضارة الإسلامية إلى انتشار اللغة العربية في ربوع العالم ولكنه لم يؤد إلى التعريب (?).
5 ـ لغة الغالبين الفاتحين: كانت اللغة العربية هي لغة الغالبين الفاتحين، سادة البلاد، وحكامها الجدد، وثمة علاقات متبادلة بين الحاكم والمحكوم تتطلب قدراً من التفاهم المشترك الذي لا يتحقق إلا داخل إطار