استتباب الأمن وسير الأمور سيراً حسناً في البلاد المفتوحة بما يحقق خير أهلها ومصالحهم يكمن في الأسلوب الإداري الذي سيسيرون عليه، فلم يترددوا في الاستفادة من النظم الإدارية التي وجدوها في البلاد المفتوحة سواء كانت خاضعة للبيزنطيين مثل الشام ومصر أو خاضعة للفرس مثل العراق وبلاد فارس نفسها واستفادوا من الجهاز الإداري وطبقة الموظفين الذين كانوا يسيّرون دولاب العمل في البلاد، فقد كان الوالي في العهد الأموي يتمتع بكل السلطات والصلاحيات الإدارية والمالية والعسكرية في إقليمه، وكان المسلمون يحتفظون بمناصب القضاء والشرطة والحسبة أما ما عدا ذلك من الوظائف الإدارية فكان المجال فيها متسعاً أمام أبناء البلاد المفتوحة في الإدارة، بل إن كثيراً منهم وصلوا إلى مناصب إدارية في ظل الحكم الإسلامي كانوا محرومين منها في ظل حكومات ما قبل الإسلام كما هو الحال في مصر، فقد كان البيزنطيون يستحوذون على معظم المناصب الإدارية، بالإضافة إلى المناصب العسكرية العليا ولا يتركون للمصريين إلا أقل القليل (?)، وقد توسع الأمويون في استخدام أهل الذمة في الإدارة، مما أشعرهم بالأمان والاطمئنان تجاه الدولة، فبدأوا يقبلون على اعتناق الإسلام لترتفع مكانتهم أكثر فأكثر (?).

4 ـ الوضع الديني في البلاد المفتوحة:

4 ـ الوضع الديني في البلاد المفتوحة: ومما جعل أبناء البلاد المفتوحة يقبلون على الإسلام بسرعة، فساد الأديان في بلادهم وانحلالها، وفساد رجالها، سواء كانت هذه الأديان سماوية كاليهودية والمسيحية أو وضعية كالبوذية والزرادشتية والمانوية والمزدكية وغيرها من الأديان الوثنية التي كانت سائدة في البلاد المفتوحة (?).

هذه هي أهم العوامل والأسباب التي ساعدت في دخول شعوب البلاد المفتوحة في الإسلام.

ثالثاً: تفسير حركة التعريب بين الشعوب المفتوحة:

نعني بالتعريب تحول لسان الأهالي في البلاد المفتوحة إلى اللسان العربي وهجر لغاتهم المحلية، وقد حدث هذا في عهد الخلافة الراشدة والدولة الأموية في المنطقة المحصورة بين الخليج والمحيط والمعروفة حالياً بمنطقة الدول العربية فقد هجر أهالى تلك البلدان لغاتهم الأعجمية وحلت اللغة العربية محل الآرامية والسريانية في الشام والعراق، والقبطية في مصر، والبربرية في بلدان المغرب ومن أهم أسباب التعريب (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015