أصبحت بخارى وسمرقند وأقليم خوارزم مراكز للثقافة العربية ونشر الإسلام في اسيا الوسطى, كما كانت مرو ونيسابور في خراسان, ومنها ايضاً دخول كثير من أهلي ما وراء النهر في دين الله أفواجا, فظهر بينهم عدد من الكتاب والمحدثين والفقهاء والمؤرخين, ممن لا يزال ذكرهم خالد, وآثارهم عظيمة في تاريخ الإسلام (?).

2 ـ من حكم قتيبية وأقواله المأثورة:

قوله: ملاك الأكثر في السلطان الشدة على المذنب واللين للمحسن (?) , وكان يقول: الخطأ مع الجماعة خير من الصواب مع الفرقة, وأن كانت الجماعة لا تخطيء والفرقة لا تصيب (?) وخاطب قتيبة الحجاج حين ظفر باصحاب ابن الأشعث فأراد قتلهم: أن الله قد اعطاك ما تحب من الظفر, فاعطه مايحب من العفو (?). وقال: الكامل المرؤة من احرز دينه ووصل رحمه وتوقى مايلائم عليه (?).

3 ـ مدح الشعراء له:

قال نهار بن توسعة يذكر انتصار قتيبة على الاتراك:

أراك الله في الأتراك حكماً ... كحكم في قريظة والنفير

قضاء من قتيبة غير جور ... به يُشفي الغليلُ من الصدور (?)

وقال كعب الأشقري يمدح قيادة قتيبة:

كل يوم يخوي قتيبة نهباً ... ويزيد الأموال مالا جديداً

باهليٌ قد ألبس التاج حتى ... شاب منه مفارق كنّ سُودا

دوّخ (السُّغد) بالكتائب حتى ... ترك (الصُّغد) بالعراء قُعودا

فوليد يبكي لفقد أبيه ... وأب موجع يبكي الوليدا

كلما حلّ بلدة أو أتاها ... تركت خيله بها أخدودا (?)

ونهار بن توسعة هو القائل:

أبي الإسلام لا أب لى سواه ... إذا هتفوا ببكر أو تميم (?)

طور بواسطة نورين ميديا © 2015