المرحلة الثالثة من 90 ـ 93هـ فتح سمرقند:

المرحلة الثالثة من 90 ـ 93هـ فتح سمرقند: وهي المرحلة التي فرض فيها قتيبة السيادة الإسلامية على حوض نهر جيحون وتوج عمله فيها بالاستيلاء على مدينة سمرقند، أعظم المدائن في بلاد الصغد، وكان طرخون ملك الصغد، قد أرسل إلى قتيبة بعد انتصاره في معركة بخارى سنة 90هـ يطلب الصلح (?)، فأجابه قتيبة وصالحه، ورجع قتيبة (?)، وفي سنة 91هـ كان غدر نيزك ـ صاحب قلعة بادغس ـ وتأليبه ملوك طخارستان ورتبيل ملك سجستان على المسلمين، وقد نكل به قتيبة سجستان من الشمال وربما كانت تلك أول مرة يغزو فيها قتيبة سجستان وربما كان قد أراد تأديب رتبيل ملكها لانضمامه إلى نيزك في غدره، ولكن رتبيل قدر العواقب وطلب الصلح فقبل قتيبة وصالحه، وانصرف عائداً إلى مرو، وترك عبد ربه بن عبد الله بن عمير الليثي عاملاً على سجستان (?)، وقد توج قتيبة فتوحاته في هذه المرحلة بفتح سمرقند، وهي أعظم مدائن ما وراء النهر والذي دعاه إلى ذلك أن طرخون ملكها كان قد نقض الصلح الذي أبرمه معه قتيبة سنة 90هـ، وامتنع عن دفع ما كان صالح عليه، فقرر قتيبة أن يضع حداً لهذا العبث، فجمع جنده وأخبرهم بنقض طرخون الصلح وبعزمه على فتح سمرقند بالقوة وجهز أخاه عبد الرحمن بن مسلم في عشرين ألف مقاتل وأمره بالسير أمامه، ثم تبعه هو في أهل خوارزم وأهل بخاري وضرب عليها الحصار وقال: إنا إذا نزلنا بساحة قوم ((فساء صباح المنذرين)) (?)، متيمناً بقول: رسول الله صلى الله عليهوسلم عندما حاصر خيبر، فلما رأى أهل سمرقند أن مدينتهم قد حوصرت خافوا طول الحصار فكتبوا إلى ملوك الشاش وفرغانة يستغيثوهم، ويحرضونهم على المسلمين وقالوا لهم: إن العرب إذا ظفروا بنا عادوا عليكم بمثل ما أتونا به فانظروا لأنفسكم (?)، استجاب هؤلاء الملوك لنداء أهل سمرقند واختاروا عدداً من أولادهم ومن أهل النجدة والبأس من ابناء المرازبة والأساورة والأبطال وأمروهم أن يفاجأوا قتيبة في معسكره، وهو مشغول بحصار سمرقند، ولكن قتيبة كان يقظاً باثاً عيونه ولم يغب عن باله حدوث مثل هذه المفاجآت، فعلم بخبرهم، وأرسل لهم فرقة من جنده بقيادة أخيه صالح بن مسلم، فبدد شملهم وقتلهم ولم يفلت منهم إلا الشريد، وغنم السملمون أمتعتهم وأسلحتهم (?)، فلما رأى الصغد ما حل بهؤلاء انكسروا وضيق عليهم قتيبة الخناق ونصب المنجنيق على المدينة واستطاع إحداث

طور بواسطة نورين ميديا © 2015