ووعد نبيه صلى الله عليه وسلم النصر بحديث صادق وكتاب ناطق فقال: ((هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره المشركون)) (الصف، الآية: 9). ووعد المجاهدين في سبيله أحسن الثواب وأعظم الذخر عنده فقال: ((ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ لَا يُصِيبُهُمْ ظَمَأٌ وَلَا نَصَبٌ وَلَا مَخْمَصَةٌ فِي سَبِيلِ اللَّهِ) إلى قوله: ((أَحْسَنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)) (التوبة، آية: 120 ـ 121) ثم أخبر عمن قتل في سبيله أنه حي مرزوق، فقال: ((وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِنْدَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ)) (آل عمران، الآية 169) فتنجزوا موعود ربكم ووطنوا أنفسكم على أقصى أثر وأمضى ألم وإياي والهويني)) (?)، بهذه الخطبة الموجزة ذكر قتيبة المسلمين برسالتهم، ومسئولياتهم تجاهها، وأهاب بهم أن يوطنوا أنفسهم على تحمل المشقة في سبيل الله وأن يسيروا في طريق إسلامهم طريق الجهاد، والعزة في الدنيا والفوز بالجنة في الآخرة (?)، وشرع قتيبة في الفتوحات وفتح منطقة ما وراء النهر ثم عبر نهر سيحون وفتح أقاليم كبرى، حتى وصل كاشغر متاخماً بذلك حدود الصين وأهم المراحل الكبرى في هذه الفتوحات:

المرحلة الأولى: استعادة الطالقان (?) والصغانيان وطخارستان (?):

عرض قتيبة جنده وحثهم على الجهاد وسار غازياً، فلما كان بالطالقان أتاه دهاقين (بلخ) وساروا معه، فقطع نهر ((جيحون)) فتلقاه ملك (الصغانيان) بهدايا ومفاتيح من ذهب ودعاه إلى بلاده وسلّمها إليه، لأنّ ملك شومان (?) وأخْرون (?)، كان يسيء جواره، وسار قتيبة منها إلى أخرون وشُومان وهما من الصَغَانيان، فصالحه ملكها على فدية أداها إليه، فقبلها قتيبة ثم انصرف عائداً إلى (مرو) واستخلف على جنده أخاه صالح بن مسلم، ففتح صالح بعد رجوع قتيبة (كاشان) (?) وأورشت (?)، وفتح أخسيكت (?) وهي مدينة (فرغانة) (?) القديمة (?)، بهذا الفتح الكبير، استهل قتيبة ولايته لخراسان سنة 86هـ (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015