5 ـ سياسة حسان مع البربر:

أـ إدخالهم في قيادة الجيوش:

نهج حسان نفس السياسة التي سار عليها أبو المهاجر وهي تأليف البربر وإشراكهم في الفتوح ولعله توسع في ذلك بإدخالهم في الجيش على نطاق واسع (?)، فكانت سياسته خطوة كبيرة في اكتساب ولاء البربر وإخلاصهم، ففي حملته الأولى عين هلال بن شروان اللواتي قائداً على مقدمته مع اثنين من العرب هما محمد بن بكير وزهير بن قيس (?)، كما استعان بالبربر كعيون فقد أرسل أحد رجالهم الذي أسلم طوعاً ليأتيه بالأخبار عما يجري في معسكر الكاهنة (?)، ورحب بولدي الكاهنة وولى أكبرهما قيادة الجيش في منطقة الأوراس واثقاً بإخلاصه وحسن إسلامه مما أدى إلى إسلام نفر كبير من البتر (?). ويبدو نجاح سياسته من استغاثة أهل قابس وقفصه وأهل نقراوة به فسره ذلك (?).

ب ـ المساواة بين البربر والعرب المسلمين:

حين جند حسان البربر ساوى بينهم وبين العرب المسلمين وذلك وفقاً لمبادئ المساواة في الإسلام، ففرض لهم ومنحهم نصيبهم من الغنائم (?). ثم خطا خطوى كبرى بأن قسم المغرب خططاً للبربر (?). ويبدو أن حساناً اعتبر أرض المغرب أرضاً أسلم عليها أهلها (?).

ج ـ الاهتمام بالتنظيم الإداري:

كان حسان قد اعتنى بالتنظيم الإداري في المغرب خلال مدة إقامته (82هـ ـ 86هـ). فقد أنشأ الديوان أو ديوان الجند، وهو سجل يحفظ فيه أسماء المقاتلين وأنسابهم وصفاتهم ومقدار أعطياتهم، ونظم ديوان الخراج بأن عني بتحديد الجزية والخراج. يقول ابن عذاري فدون الدواوين وصالح على الخراج وكتبه على عجم إفريقية وعلى من أقام معهم على دين النصرانية (?)، وكان عامتهم من البرانس إلا قليلاً من البتر (?).

وقام حسان ببناء دار لصناعة السفن، وأنشأ مدينة إسلامية ثانية وهي تونس أصبحت رباطاً يحمي القيروان ومحرساً للبحر وميناء جديداً للبلاد. وصارت تونس ثانية العواصم الإفريقية حين أولاها حسان اهتمامه (?)، واهتم بالقيروان فجدد بناء مسجدها أحسن مما كان عليه أيام عقبة (?)، واهتم بتعليم البربر مبادئ الإسلام، وترك معهم ثلاثة عشر رجلاً من علماء التابعين يعلمونهم القرآن وشرائع دينهم (?)،، وبث الدعاة في مختلف القبائل لنشر الإسلام بين البربر،

طور بواسطة نورين ميديا © 2015