فبنوا المساجد، واستلموا المنابر ومن ذلك بناؤهم لمسجد أغمات سنة 85هـ (?)، وانتشرت الكتاتيب لتعليم أولاد المسلمين مبادئ القراءة والكتابة (?)

6 ـ عزل حسان عن ولاية إفريقية:

في سنة 85هـ عزل حسان بن النعمان من قبل والي مصر عبد العزيز بن مروان، ويذكر أن خلافاً نشب بين حسان وعبد العزيز على ولايتي برقة وطرابلس أثر تعيين عبد العزيز والياً منفصلاً عليها، فلم يوافق حسان على هذا الأمر (?)، ويبدو أن المشكلة هي أن حسان رأى أنه تابع للخليفة مباشرة وأن إفريقية ولاية (?)، بينما رأى أمير مصر أنها تابعة له وأن حسان يجب أن يراجعه ولذلك أخذ أغلب الغنائم والهدايا الثمينة التي كان حسان ينوي أن يحملها إلى الخليفة في دمشق، فحين وصل حسان إلى دمشق شكاه للخليفة وأعطاه ما تبقى من الغنائم (?)، وواضح من شكوى حسان أنه يرى أن عبد العزيز يتهمه بالخيانة المالية ظلماً، فحين أراد الخليفة مكافأته برده إلى ولاية إفريقية رفض حسان وأقسم أنه لا يولى لبني أمية أبداً (?)، ولا يستبعد أن عبد العزيز كان يرغب أن تدار إفريقية من قبل أحد رجاله وإصرار عبد العزيز لتولية موسى بن نصير دليل على ذلك (?).

قال الذهبي عن حسان بن النعمان الغسّاني: من ملوك العرب ولي المغرب فهذَّبه وعَمَره وكان بطلاً شجاعاً، مجاهداً لبيباً، ميمون النقيبة كبير القدر، وجهه معاوية في سنة 57هـ فصالح البربر، ورتب عليهم الخراج وانعمرت البلاد، وله غزوات مشهودة بعد قتل الكاهنة وكان يدعى الشيخ الأمين، توفي سنة 80هـ (?).

ثانياً: فتوحات موسى بن نصير 85هـ:

لا يتفق المؤرخون على تاريخ محدد لتولية موسى بن نصير على المغرب وعزل حسان بن النعمان عنه، ولكن الأقرب إلى تسلسل الأحداث أن يكون عزل حسان وتوليه موسى بن نصير في سنة 85هـ، قبيل وفاة عبد العزيز ابن مروان والذي ينسب إليه المؤرخون عزل حسان وتولية موسى (?)، وبعد أن عزل عبد العزيز بن مروان والي مصر حسان بن النعمان والي إفريقية وليَّ مكانه موسى بن نصير، وكان في أواخر سنة خمس وثمانين الهجرية أو في أوائل سنة ست وثمانين الهجرية وعندما توافدت الجيوش، قام موسى بن نصير خطيباً، فكان مما قاله:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015