ب ـ سعي البيزنطيين إلى عقد صلح مع مسلمة، حيث عرض بطريقهم، دفع دينار عن كل رجل محتلم في القسطنطينية دليل، آخر على سوء الأوضاع الداخلية.
ج ـ الصلح الذي تم إبرامه بين المسلمين والبيزنطيين، قبيل إنسحاب الجيش الإسلامي، وتعهد البيزنطيين بموجبه المحافظة على المسجد الذي بناه مسلمة (?).
3 ـ انسحاب الجيش الإسلامي:
لما مات سليمان بن عبد الملك تولى عمر بن عبد العزيز أمر الخلافة، فوجه إلى مسلمة وهو محاصر للقسطنطينية وأمره بالقفول منها بمن معه من المسلمين، ووجه إليه خيلاً عتاقاً وطعاماً كثيراً وحث الناس على معونتهم، وكان عدد الخيل التي وجهها لمسلمة خمسمائة فرس (?)، لأنه كان قد أصاب المسلمين مجاعة فقواهم بذلك (?)، وكان قرار عمر بن عبد العزيز بانسحاب مسلمة حصيفاً صائباً، لا لأنَّ عمر غير مبال إلى حروب الفتح والاستيلاء (?) بل لأنّ موقف المسلمين المحاصرين للقسطنطينية كان ميئوساً منه، فأمر بانسحابهم حقناً لدمائهم، بعد أن بلغ بهم الجهد (?)، إذ لم يغفل عمر أبداً عن غزو الروم دفاعاً عن حدود أرض الشام الشمالية الغربية (?) لقد أحسن عمر بن عبد العزيز في قراره بانسحاب المسلمين عن القسطنطينية، لأن الموقف العسكري كان يتطلب إصدار مثل هذا القرار، ولو كانت كفة المسلمين راجحة في حينه لكان من المستحيل عليه الأمر بانسحاب المسلمين، ولكن هناك مسوِّغ للإدعاء بأن عمر بن عبد العزيز غير ميال لحروب الفتح دون تمحيص للموقف العسكري الراهن (?).
أـ غدر وخيانة: تناولت الأخبار غزوة القسطنطينية وذكرت أن ليو حاكم ـ بطريق ـ عمورية اتصل بسليمان بن عبد الملك وحرّضه على حرب تيودوسيوس ـ تيدوس ـ ووعد ليون سليمان أن يقف إلى جانب المسلمين ويسلمَّهم أرض الروم، وقيل الذي عرض التحالف على الآخر هو سليمان بن عبد الملك، وقيل مسلمة بن عبد الملك عرض ذلك أثناء حصار القسطنطينية وهو يتظاهر أمام مسلمة أنه يحاول إقناعهم في النزول على رغبة مسلمة، وكان مسلمة حسب هذه الأخبار طلب إليهم ليرحل عنهم أن يملَّكوا حليفه ليو عليهم، وأما ليو فكان في حقيقة الحال يطلب الملك لنفسه ويريد أن ينقذ البلد من خطر المسلمين، ولما أطمأن الأساقفة والبطارقة إليه وحلف لهم انقادوا له واستوى له الأمر، فخرج إلى مسلمة وأشار عليه