إلى سقوط الدولة الأموية، إلا أن راويها نصر بن مزاحم المنقري شيعي رافضي متروك الحديث (?)، لذلك لابد من التعامل مع هذه الرواية بحذر شديد (?).

4 - احتقاره للخصوم في خراسان:

كان مروان قائداً عسكرياً، قبل كل شيء، والطبيعة العسكرية تغلب عليه وهي طبيعة خاصة من مميزاتها الاستهانة بالأخطار والاستهانة بالخصوم، وهذه النفسية هي التي كلفت مروان نهايته المحتومة وبالتالي نهاية حكم أسرته في المشرق أطلع مروان على حال خراسان وكيف أن واليه عليها نصر بن سيار يتعرض لخطر شديد، ومع ذلك يكتب لنصر: الحاضر يرى ما لا يرى الغائب فاحسم الثؤلول (?). فكان جواب نصر: الثؤلول قد امتدت أغصانه وعظمت نكايته (?).

لقد بلغ به احتقار الثورة العباسية إلى حدود وصفها بالثؤول، إن الثقة بالنفس، إذا وصلت إلى حد احتقار العدو، فإنها تكون قاتلة (?)، كان قتيبة بن مسلم قد ألمت به أمور هامة، وأخذ يفكر في فئة خرجت عليه، كيف يقضي عليها، فقيل له: ما يهمك منهم: وجَّه إليهم وكيع بن أبي مسعود، فإنه يكفيهم .. فأبي وقال: لا .. إن وكيعاً رجل به كبر، يحتقر أعداءه ومن كان هكذا قلتَّ مبالاته بعدوه، فلم يحترس منه فيجد عدوه منه غرة (?). وهكذا كان مروان (?)

5 - الاستبداد بالرأي:

لما ضعفت المشورة في نهاية عهد بني أمية ضاعت الخلافة، فإنه عندما سئل آخر خلفائهم مروان بن محمد عن ذلك قال: الاستبداد برأيي لما كثرت كتب نصر بن سيار أن أمده بالأموال والرجال قلت في نفسي هذا رجل يريد الاستكثار من الأموال بما يظهر فساد الدولة من قبله وهيهات أن ينتقص عليّ خراسان، فانتقضت دولته من خراسان (?).

6 - أبعاد الأولياء وتقريب الأعداء:

قال أبو مسلم الخرساني: كان أقوى الأسباب في خروج دولة بني أمية عنهم كونهم أبعدوا أولياءهم ثقة لهم، وأدنوا أعدائهم تألفاً لهم، فلم يصر العدو بالدنو صديقاً وصار الصديق بالبعد عدوا (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015