خلفت ثورة زيد وراءها أحداثاً ساهمت إلى زوال الخلافة الأموية، فالدعوة العباسية نالت بموت زيد أكبر تعضيد إذ زال من طريقها منافس قوي وخصم شجاع، كما أن الشيعة فقدوا بمقتل زيد قوتهم فأتاح ذلك الفرصة لانتصار الدعوة (?) العباسية، فقد استفادة الدعاية العباسية من توظيف مقتل زيد وابنه يحي في حشد الأنصار ضد الأمويين.
3 - الخوارج: لم يعترف الخوارج بخلافة معاوية وخلفاء بني أمية بحسب معتقدهم لا يثبتون إلا خلافة أبي بكر وعمر وشطراً من خلافة عثمان وخلافة علي قبل أن يحكم (?)، لذا واصلوا حروبهم وهجماتهم لتغيير المنكر - حسب معتقدهم - بإزالة الحكم الأموي وإقامة الخلافة الشرعية من منظورهم وقد اتسعت دائرة الخوارج في الدولة الأموية مع مرور الوقت لا سيما في خرسان والجزيرة الفراتية، كما كان لهم ظهور في اليمن ومصر ونجد، وفي أواخر الدولة الأموية أصبح لهم شأن في شمال إفريقية، ورغم الجهود وكثرة المعارك التي خاضها ولاة بني أمية وقوادهم ضد الخوارج لم يستطيعوا القضاء على حركتهم إذ استمرت حركات الخوارج بعد سقوط الدولة الأموية، كما لم يستطع الخوارج - على الرغم من استمرار ثورتهم ضد الدولة الأموية وتعدد فرقهم وميادينهم - أن يقضوا على الخلافة الأموية ولكنهم استطاعوا أن يلحقوا بها خسائر كبيرة، ويصبحوا مصدر قلق لخلفائها وولاتها طول الحكم الأموي، لذا فهم من أبرز عوامل الضعف التي أسهمت بقدر كبير في سقوط الدولة الأموية (?)، ولم يستفيدوا شيئاً رغم تضحياتهم الكبيرة فقد لعبوا دوراً كبيراً في إضعاف مروان بن محمد وانشغاله بثوراتهم الكثيرة والعنيفة وهذا ساعد العباسيون في استغلال هذا العامل لتحقيق مشروعهم الكبير.
وقد كانت الثورات في العهد الأموي كثيرة قد مّر ذكرها وكل الثورات السابقة ساهمت في إضعاف الدولة الأموية وإنهاكها ثم زوالها وكان عنف الولاة وقسوتهم في القضاء على الثورات، والفتك بالأحزاب المناوئة للخلافة سبباً مباشراً في اشتداد الخوارج في العنف والتطرف أكثر من ذي قبل وفي تحول المعارضة للعمل السري المنظم والاستفادة من الأخطاء السابقة، هذا فضلاً عن أن الاضطهاد الذي تعرض له الموالي، واستنكار حقوقهم أدى إلى الانضمام إلى أية ثورة مناهضة للحكم الأموي (?) وقد ساهمت سياسة الأمويين مع