الملقب بالحمار يعلمه بأمر أبي مسلم، وكثرة من معه، وأنه يدعو إلى إبراهيم بن محمد وكتب في كتابه:
أرى بين الرّماد وميض جمرٍ ... فأحْرِ بأن يكون له ضرام
فإن النار بالعودين تُذْكى ... وإن الحرب مبْدؤها الكلام
فقلت من التعجب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم نيام
فكتب إليه مروان: الشاهد يرى مالا يرى الغائب: فقال نصر: إن صاحبكم قد أعلمكم أن لا نصرة عنده (?) وبعضههم يرويها بلفظ آخر.
أرى خَلَلَ الرماد وَميضَ نار ... فيو شك أن يكون لها ضِرام
فإن النارَ بالزندين يوُرَى (?) ... وإن الحرب أولها الكلام
لئن لم يُطفِها عقلاء قوم ... يكون وَقودَها جثت وهام
أقول من التعجُّب ليت شعري ... أأيقاظ أمية أم ينام
فإن كانوا لحينهم نياماً ... فقل قوموا فقد حان القيام
وكتب إليه:
أبلغ يزيد وخير القول أصدَقُهُ ... وقد تبّينت أن لا خير في الكذب
بأن خراسانَ أرض قد رأيت بها
بيضاً لو أفرخ قد حَُّدثتَ بالعجب ... فِراخ عامين إلا أنها كبرت
لمّا بُطِرنَ وقد سُرْبِلْنَ بالزَّغَبِ ... فإن يطرن ولم يُحْتَلْ لهنّ بهَا
يُلهبن بِنيرانَ حرب أيَّما لَهَب (?)
فبعث ابن هبيرة بكتاب نصر إلى مروان (?).
ب- دعاية نصر بن سيار ضد دعوة أبي مسلم الخراساني:
شنّ نصر بن سيار حملة دعاية قوية ضد شيعة بني العباس ووصفهم بأنهم أخلاط من الناس لا أصول لهم، ولا ذمم عندهم، فهم غرباء مجهولون ودُخلاء مغمورون، لا ينتمون إلى العرب المذكورين، ولا إلى الموالي المعروفين، واتهمهم بأنهم ليسوا من المسلمين ولا من الكتابييَّن فهم يعتنقون نحلة مخالفة لكل الأديان، وزعم أنهَّهم يبتغون إبادة العرب واستعبادهم، ويرومون سبي نسائهم وهتك أعراضهم وانتهاك حرماتهم (?) حيث قال:
أبلغ ربيعة في مرو وإخوتهم ... فليغضبوا قبل أن لا ينفع الغضب