- أهل الأردن، وبلغ أهل الأردن ما فعل الفلسطينيون، فتابعوهم وولوّا عليهم محمد عبد الملك، فبعت إليهم يزيد سليمان بن هشام في أجناد دمشق وحمص، فارتحل بالجنود إلى أن أشرف على طبَريّة، فوافاه إليها الثّوار، فأوفد إليهم رسوله محمداً بن راشد يكلمّ سعيداً وضبعان ابني روح، والحكم وراشد ابني جرو، فلقيهم فوعدهم ومنّاهم على الدخول في طاعة يزيد فبايعوه على الرضا وصرفوا الجنود ووقي الله منهم، ووفى لهم يزيد بما واعدهم محمد بن راشد من الولايات. ثم تحول سليمان بجنوده إلى الرملة وأخذ البيعة على أهلها (?).
كان العباسيون في أوّل عهدهم يهاجمون الأمويين ويتهمونهم بالضلال والإلحاد والانسلاخ من الدين اتهاماً قوياً يظهر في خطب أبي العباس وأبي جعفر المنصور وداود بن علي وسليمان بن علي، وعيسى بن علي، ويظهر في خطب دعاة العباسيين وقادتهم كأبي مسلم الخراساني، وكان بعض الرواة يتزلفون إلى الأخبار التي تقدح في دينه (?) وقد زيف بعض الرواة حديثاً رموا فيه الوليد بالتجبر والكفر وجعلوا توليه الخلافة نذيراً بانهيار الدولة الأموية، وبشيراً بقرب قيام الدولة العباسية، وهو حديث رواه أحمد بن حنبل فقال: حدثنا ابن عباس قال: حدثني الأوزاعي وغيره عن الزهري، عن سعيد بن المسيب عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ولد لأخي أم سلمة زوج النبي صلى الله عليه وسلم غلام فسمّوه الوليد، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: سميّتموه بأسماء فراعنتكم ليكوننَّ في هذه الأمة رجل يقال له: الوليد لهو شُّر على هذه الأمة من فرعون لقومه (?) وإسناد الحديث ضعيف لانقطاعه، فسعيد بن المسَيب لم يدرك عمر بن الخطاب إلا صغيراً ولم يَرو عنه، وإنما روى عن غيره من الصحابة الذين ذكرهم بن سعد (?). والراجح أن الحديث موضوع (?). ونقل علماء اليمنية كالأزدي (?)، وعلماء الشيعة كالشريف المرتضى (?)، أن الأوزاعي سأل الزهري: أيُّ الوليدين هو؟ فقال: إن استخلف الوليد بن يزيد فهو هو، وإلاَّ فهو الوليد بن عبد الملك (?)،
فلما استتبَّ الأمر للعباسيين وثبت سلطانهم، عزف خلفاؤهم وأمراؤهم وولاتهم عن قذف الأمويين بالخروج