العزيمة في جنده وقاتل معهم قتالاً شديداً وعمل على الهاب هماسهم وإغرائهم بالمال وأعلن أن من جاء يرأس من رؤوس أفراد جيش الحركة فله خمسمائة درهم (?). وفي نفس الوقت أخذ يعمل على استمالة عبد العزيز بن الحجاج قائد جيش الحركة فبعث إليه الوليد بن خالد الكلبي، قائد الميسرة، ليبلغه وعد الخليفة الوليد: بأن يعطيه خمسين ألف دينار، ويجعل له ولاية حمص ما بقي، ويؤمنه على كل حدث، على أن ينصرف ويكف: إلا أن عبد العزيز رفض العرض رغم معاودة الوليد
له مرة أخرى (?) بدأ موقف الوليد يضعف أمام جيش الحركة وأدرك أصحابه حرج موقفه وتمت خيانات كبرى في ميسرة الوليد وميمنته وأمام العروض المغرية والأموال المجزية انضمت ميسرة وميمنة جيش الخليفة إلى جيش الحركة وبذلك حسم مصير المعركة نهائياً لصالح الحركة، فانهزم من بقي مع الوليد ابن يزيد، وآثر الوليد الاحتماء بحصن البخراء، فأطبق جيش الحركة الحصار
حوله (?).
حاول الخليفة استعطاف جيش الحركة بتذكيرهم بمآثره عندهم، فدنا من باب الحصن وقال: ما فيكم رجل شريف له حسب وحياء أكلمه، فقال له يزيد بن عنبسة السكسكي: كلمني قال له من أنت؟ قال: أنا يزيد بن عنبسة، قال: يا أخا السكاسك ألم أزد في أعطياتكم؟ ألم أدفع المؤن عنكم؟ ألم أعط فقراءكم؟ ألم أخّدم زمناكم؟ فقال: إنا ما ننقم عليك في أنفسنا ولكن ننقم عليك في انتهاك ما حّرم الله وشرب الخمر، ونكاح أمهات أولاد أبيك، واستخفافك بأمر الله واتيانك الذكور قال: حسبك يا أخا السكاسك، فلعمري لقد أكثرت وأغرقت، وإن فيما أحل الله لي لسعة عما ذكرت (?). وحاول الوليد دفاعه عن نفسه والذي جاء متأخراً، بيان النتائج المترتبة على قتله يقوله ليزيد بن عنبسة: أما والله لا يُرْتق فتقكم، ولا يلم شملكم، ولا تجتمع كلمتكم (?). إلا أن نصيحته هذه لم تجد أذانا صاغية من أفراد جيش الحركة، فرجع عندها الوليد إلى داخل الحصن، ونشر مصحفاً يقرؤه بين يديه وقال: يوم كيوم عثمان (?).
إن الذي يفزع إلى المصحف عندما أحيط به وأيقن أنهم قاتلوه لا يمكن أن يكون ماجناً، يقترف ما رموه به ويهين المصحف ويمزقه، كما تذهب بعض الروايات، وربما كان عند الوليد