وضع يزيد بن الوليد خطة محكمة لإعلان الحركة، واستيلائها على مقاليد الأمور بدمشق، مستغلاً الظروف في تلك الفترة، فقد انتشر الطاعون في بلاد الشام، إضافة إلى انحباس المطر وانتشار الجفاف. وكانت العاصمة دمشق خالية في تلك الأيام من الخليفة وكبار رجال دولته، فكان الخليفة الوليد بن يزيد معتزلاً في البادية للعلاج من عارض صحي ألم به، ومبتديا هرباً من
الطاعون (?). وكان عامله على دمشق عبد الملك بن محمد بن الحجاج بن يوسف قد خاف الوباء فخرج عن دمشق واستخلف عليها ابنه (?) وحددت ليلة الجمعة " 21 جمادى الآخرة 126 هـ / 9 نيسان 744م " موعداً لإعلان الحركة في دمشق. واقتضت الخطة دخول يزيد بن الوليد سراً إلى دمشق مع بعض أخلص أعوانه، والاختفاء في دار ثابت بن سليمان الخشني (?)، لحين صلاة العشاء حتى يبادر ومن معه الاستيلاء على المسجد، والقصر والخزائن، وإلقاء القبض على أتباع وأنصار الوليد في دمشق (?). متفقاً وإياهم على شعار سري للحركة بحيث لا تفتح أبواب المدينة إلا لمن نادى بشعاره (?). وأن يقدم أنصار الحركة من الغوطة ليدخلوا دمشق في مسيرة تظاهرية حاشدة مخترقين شوارع العاصمة دمشق من أبوابها متجهين صوب المسجد حين يكون يزيد ومن معه من أتباعه بانتظارهم (?). آملين من هذه التظاهرة إشعار الناس بقوة الحركة وكثرة أنصارها. وأن يكون لعنصر المفاجأة أكبر الأثر في نجاح الحركة في مقصدها ومراميها، ثم البدء بتجهيز الجيش الذي سيقاتل الوليد بن يزيد (?)،
وقد تّم تنفيذ الخطة بنجاح، وألقي القبض على رجالات الوليد وممثليه في العاصمة دمشق وطالت الحملة كافة أعوان وأنصاره ومؤيديه وشرع يزيد وأنصاره في إحكام السيطرة على مداخل دمشق وأبوابها وأصدر أوامره لبوابي المدينة ألا تفتح الأبواب صبيحة يوم الجمعة إلا لمن نادى بشعار الحركة، وكلف يزيد أمراء البيت الأموي المشاركين في الحركة العمل على ضمان استتباب الوضع للحركة في دمشق من خلال قيامهم بدعوة الناس إلى النظام والعمل على فرض الأمن في مناطق دمشق، فأمر عبد العزيز بن الحجاج بن عبد الملك بالمرابطة بباب الجابية، والوليد بن روح بن الوليد بالمرابطة بالراهب (?)،لضمان الأمن