الأعجميات من الخلافة فمال إلى القول بالقدر - ويبدو لي فيما يتعلق بالخلافة وهو أن تصبح حقاً لجميع المسلمين من العرب والموالي - وأظهر غير قليل من الزهد والتقوى والتأله، فأطمأن إلى القدرية واطمأنوا إليه (?) واستفاد منهم في حث الناس على مبايعته وتأييده وحضهم على خلع الوليد وسفك دمه ويبدو أن تأييد القدرية ليزيد بن الوليد سببه محاربة الوليد لهم وسيره على منهج هشام بن عبد الملك في حربهم (?) وفي تقديري وجود القدرية في الحركة اضعفها بعد نجاحها فهناك ملاحظات مهمة على العناصر التي شاركت في حركة يزيد بن الوليد وهي:

أ- أكسبت مشاركة أمراء بني أمية الحركة نوعاً من الشرعية الأموية، إذ أصبحت الحركة خلافاً بين أفراد البيت الأموي، لا ثورة ضد الخلافة الأموية تنوي الإطاحة بها خاصة إنهم لعبوا دوراً كبيراً في الإعداد والتمكين لها، مما ساهم إلى حد كبير في تسكين الناس، وإضفاء ثوب الشرعية على خلافة يزيد في دمشق ونواحيها على الأقل كونه أحد أفراد البيت الأموي ويحظى بدعمهم، ولا معانداً لهم (?).

ب- شارك اليمانية في حروب الحركة وكانوا مادة جيوشها كما سيأتي بيانه بإذن الله وكانوا القوى الضاربة للحركة (?).

ج- كان لدور القدرية في الحركة أن صب عليهم معارضوها نقمهم وتعرضوا لاضطهادهم وأصبحت القدرية تستحق القتل لدى معارضي الحركة فمثلاً عندما أرسل يزيد بن الوليد عثمان بن داود الخولاني لأهل الأردن وفلسطين لاستمالة أهلها للحركة بعد مقتل الوليد، أخذ أهل الأردن بالصياح بمحمد بن عبد الملك قائلين: أصلح الله الأمير، اقتل هذا القدري الخبيث (?). وهكذا.

سابعاً: السيطرة على العاصمة وقتل الوليد بن يزيد:

كان يزيد بن الوليد فطناً لبقاً يجيد تقدير الأمور، والتأني لها واختيار الوقت المناسب لتنفيذها، فاحتوى الجماعات الأموية واليمنية والقدرية المناهضة للوليد ووعدها بحل مشاكلها وتحقيق مطالبها، فشَّدت من عزمه وشدَّ من عزمها ونظمها وأحسن استغلالها وأعدها حتى تسنح الفرصة للانقلاب على الوليد، وظلَّ يتحين الظرف حتى أمكنه (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015