وعلي (?)، فأتاه رؤساء اليمنية وفاوضوه في خلع الوليد والمبايعة له بالخلافة (?)، فوافقهم وتعاهدوا على أمرهم، ويحتفظ المؤرخون بأسماء كثيرين منهم ممن تردَّدُوا على يزيد، وشجعوه على الثورة، منهم منصور بن جمهور الكلبي ومنهم طفيل بن حارثة الكلبي، وبشر بن هلباء الكلبي، وعبد الرحمن بن مصادر الكلبي، وثابت الخشني وإنصاف إلى يزيد بن الوليد سائر رؤساء اليمنية الذين كانوا اتصلوا بخالد بن عبد الله القسري واستنفروه، وعرضوا عليه أن ينضم إليهم ويتزعمهم للإطاحة بالوليد، وقد اعتمد يزيد بن الوليد على رؤساء اليمنية في مناصرته، وتأليب الناس على الوليد وبايع له عامة أهل دمشق وأعيانهم من اليمنية (?) وكان بعض اليمانية يتتبعون أخبار الناس ويرصدونها ويرسلونها إلى يزيد ابن الوليد (?)، إذ يقول عمرو بن مروان الكلبي: سمعت محمد بن سعيد بن حسان الأردني قال: كنت عينا ليزيد بن الوليد بالأردن، فلما اجتمع له ما يريد ولاّني خراج الأردن (?)

فكان للقبائل اليمنية الشامية دور كبير في الحث على الثورة بالوليد دفعها إليه انحطاط مكانتها السياسية وفتك بني أميه بالمتمردين من زعمائها، وتعاظم سلطان القبائل القيسية في دمشق والعراق وخراسان، وكان المتسرعون زعماء اليمنية بدمشق يُفَضّلون العمل في سبيل خلافة يمنية خالصة، فلما صعب ذلك عليهم، لاذوا بيزيد بن الوليد، واحتشدوا عليه، وعَبَّأُوا أنفسهم لمؤازرته، وظلوا ينتظرون اليوم الموعود للخلاص من الوليد، واستعادة نفوذهم المفقود (?).

3 - القدرَّية:

وممن انضم إلى حركة يزيد بن الوليد القدرية وكان يزيد فيما ذكر بعض المؤرخين، يدين بمذهب القدرية (?) ويعتبره المعتزلة أفضل من عمر بن عبد العزيز للمذهب (?). ورأيي أن يزيد بن عبد الملك طالب ملك وصراعه مع ابن عمه الوليد سياسي وإن كان يزيد نظم حملة إعلامية شرسة لتلطيخ سمعة الوليد وسحب بساط الخلافة من تحته. وقد ذكر بعض المؤرخين أن يزيد كان ابن أمه فارسية ولم يكن له من المنزلة في الأسرة المروانية ما كان لغيره من أبناء الخلفاء من الحرائر العربيات فحُرم هو وإخوته وسواهم من الأمراء الأمويين من أبناء

طور بواسطة نورين ميديا © 2015