الجديدة، وأغار بعض إخوته على الروم غارات كثيرة ناجحة (?)، ففي خلافة الوليد فتحت قبرص: إذ أغزى الوليد بن يزيد أخاه الغمر بن يزيد بن عبد الملك وأمّرَ على جيش البحر الأسود بن بلال المحاربي، وأمره يسير إلى قبرص، فيخيرهم بين المسير إلى الشام إن شاءوا، وإن شاءوا إلى الروم، فاختارت طائفة منهم جوار المسلمين، فنقلهم الأسود إلى الشام، واختار آخرون أرض الروم، فانتقلوا إليها (?). ووليَّ أخاه الغمر بن يزيد الصائفة غيره مرة، فغنم ما لم يغنمه أحد قط، وكانت آخر صوائفه في سنة ست وعشرين ومائة (?) وعلى قصر خلافة الوليد فإن القرارات الثلاثة الإصلاحية التي ارتآها وطبقها وبعض الفتوحات والغزوات المظفرة التي قادها أخوه الغمر تدل على تفكيره في مشاكل رعيته المالية والاجتماعية والزراعية، تفكيراً جاداً خلص منه إلى وضع الحلول السريع للمشاكل العاجلة، وتدل على اجتهاده في بعض حركة الفتوح والجهاد وتقويتها، وحماية حدود الدولة وحدودها (?) وتنقي عنه ما اتهمه به اليعقوبي من أنه كان مهملاً لأمره، قليل العناية بأطرافه، متشاغلاً عن أمور الناس (?).
كشفت رسائل عمال هشام التي عثر بها الوليد عن آرائهم في ولايته للعهد (?)، فبنى عليها موقفه منهم، واتخذها أساساً لما أحدث من تعديلات في الوظائف المختلفة، أما العمال الذين دَلتَّ رسائلهم على تحزبهم لهشام، وتأييدهم له من تحويل ولاية العهد إلى ابنه مسلمة فعزلهم الوليد وعاقبهم عقاباً صارماً، وأما العمال الذين صمتوا عن الخوض في ولاية العهد، أو جهروا في رسائلهم بمعارضتهم لهشام فثبّتهم الوليد، وأبقاهم الوليد في مناصبهم، وأحسن إليهم (?).
1 - أسماء عمال الوليد: كان محمد بن هشام المخزومي، خال هشام بن عبد الملك أوّل العمال الذين فصلهم