في خزائن الدولة أموال، حتى أفلس، ووقع في ضائقة خانقة (?) ووضَّح الوليد القرارين السابقين من خطئه الإصلاحية في قصيدة عينية طويلة له، ضاع أكثرها وسلم أقلُّها، قالها على المنبر بدمشق لما بويع بالخلافة، ثم أمر بكتابة نسخ منها لتُوزَّع على الأمصار المختلفة (?) وأرسل نسخة منها إلى المدينة (?)، وهو يُحَيَّ فيها أهل الأمصار ويعدهم بخير عميم، ويلتزم رواتبهم في موعدها المحدد الثابت كل سنة دون تأخير أو مماطلة وتعهد بزيادة رواتبهم زيادة مجزية ويُمنيهم بحياة رغيدة إن عاش، وامتدت خلافته، فهو يقول:
ألا أيها الركب المُحيُّون أبلغوا ... سلامي سُكّان البلاد فأسمعوا
وقولوا أتاكم أشبه الناس سُنَّة ... بوالده فاستبشروا وتوقعوا
سيُوشك إلحاق بكم وزيادة ... وأعطية تأتي تباعاً فتشفع
مُحَرّْمُكُم ديوانكم وعطاؤكم ... به بكتب الكتَّابُ والكتب تطبع
ضمنت لكم إن لم تصابوا بمهجتي ... بأن سماء الضُّرَّ عنكم سُتقلِعُ (?)
3 - القرار الثالث الذي اتخذه الوليد لتحسين أوضاع المواطنين بالشامفيتمثل في بناء بعض المنشآت المائية للنهوض بالزراعة وتوسيع رقعة الأراضي التي تُزرع في الصيف وزيادة محاصيلها ورفع دفع العاملين بها. فأقام (جسر الوليد) (?) على طريق أذَنَةَ من المصَيَّصة على تسعة أميال وشّيَّد مشروع أُسَيْس المائي (?) على بعد ثلاثة وثمانين ميلاً شرقي دمشق، وهو يشتمل على جهاز للري يستخدم للانتفاع بمياه الأمطار (?).
4 - اهتمامه بشؤون الدولة العسكرية: عُنى الوليد بشؤون الدولة العسكرية ولم يفرطَّ فيها، ولكن حركة الجهاد، كانت قد ضعفت منُذ نهاية العقد الأخير من القرن الأول، وتحّول دور المسلمين في حدودهم الشرقية مع الترك، وحدودهم الشمالية مع الروم من الهجوم والفتح إلى الدفاع والحفاظ على البلدان التي نشروا الإسلام فيها، وبسطوا سلطانهم عليها، ومع ذلك فإنه تمَّت في عهد الوليد بعض الفتوح