عبد الملك باستقدام حي من قيس من البادية مائة أهل بيت من بني نصر، ومائة أهل بيت من بني عامر ومائة أهل بيت من أفناء هوازن ومائة أهل بيت من بني سليم فأوطنهم بتنيس وأمرهم بالاستزراع وصرف لهم صدقة العشور كإعانة لهم (?) ومن الآثار الحضارية للآثار الاقتصادية والاجتماعية في إدارة الخليفة هشام بن
عبد الملك العسكرية قيام وإليه على العراق ببناء الأسواق لأهل الكوفة وجعل لأهل كل بياعة داراً وطاقاً وجعل غلالها للجند وكان ينزلها عشرة آلاف مقاتل (?).
توفي هشام بن عبد الملك عام 125 هـ، ويتفق أغلب المؤرخين على أن الوفاة كانت يوم الأربعاء من شهر ربيع الآخر وأن اختلفوا في تاريخ اليوم ومع ذلك لم يتجاوز الاختلاف سبعة أيام، فالطبري يحدد الوفاة يوم الأربعاء لست ليال خلون من ربيع الآخر (?)، يتفق معه كل من ابن الأثير (?) وغيره، أما ابن خياط فيذكر أن الوفاة كانت يوم الأربعاء لثلاث ليال خلون من ربيع الأول (?). ولما كان هشام قد بويع بالخلافة من شهر رمضان عام 205 هـ، وتوفي اليوم الخامس من ربيع الأول فإن مدة خلافته على الحساب الهجري تكون، تسع عشرة سنة وسبعة أشهر وخمسة أيام (?).
نظر هشام في أولاده وهم يبكون عليه حوله فقال: جاد لكم هشام بالدنيا وجُدتُم عليه بالبُكاء، وترك لكم ما جمع وتركتم عليه ما كسب، ما أعظم منقلب هشام إن لم يغفر الله
له (?).
عن سالم أبو العلاء قال: خرج علينا هشام بن عبد الملك يوماً وهو كئيب، يعرف ذلك فيه مسترخ عليه ثيابه، وقد أرخى عنان دابته، فسارع ثم انتبه، فجمع ثيابه وأخذ بعنان دابته، وقال للربيع: أدع الأبرش، فُدِعي فسار بيني وبين الأبرش فقال له الأبرش: يا أمير المؤمنين، لقد رأيت منك شيئاً غمني قال: وما هو؟ قال: رأيتك قد خرجت على حال غمني،
قال: ويحك يا أبرش! وكيف لا أغتم وقد زعم أهل العلم أني ميت إلى ثلاث وثلاثين يوماً، قال سالم: فرجعت إلى منزلي فكتبت في قرطاس: زعم أمير المؤمنين يوم كذا وكذا أنه يسافر إلى ثلاثة