كان قادة الخليفة في فتوحاتهم يتخيرون رسلهم من أهل العلم والورع والفضل لدعوة أهل الكفر إلى الإسلام هذا مع استعانتهم بالمترجمين الحاذقين بلغة العدو وكان الجند يواظبون على تلاوة القرآن الكريم ويتناشدون الأشعار فيما بينهم أثناء تواجدهم في جبهة القتال فكان ذلك يؤثر في حركتهم ونشاطهم ويزيد من حماستهم وتضحياتهم (?). وكان الشعراء يتحدثون عن البطولات والانتصارات في قصائد كالتي قالها ثابت بن قطنة في انتصار المسلمين على الترك في أحدى القصور القريبة من سمرقند وكان قائد المسلمين المسيب بن بشر الرياحي وكان الشاعر من ضمن الأبطال المقاتلين فقال:
فدت نفسي فوارس من تميم ... غداة الرَّوع في ضَنْك المقام
فدت نفسي فوارس أكنفوني ... على الأعداء في رهج القتام
بقصر الباهلي وقد رأوني ... أُحامِي حيث ضَنَّ بي المحامي
بسيفي بعد حطم الرمح قُدْما ... أذودُهُم بذي شُطَبِ حسام
أكر عليهم اليحموم كراً ... ككر الشرب آنية المُدام
أكر به لدى الغمرات حتى ... وضربي قونس الملك الهمام
إذا لسعت نساء بني دثار ... أمام الترك بادية الخِدام
فمن مثل المسيبُ في تميم ... أبي بشر كقادمة الحمام (?)
ومن الخدمات الاجتماعية والاقتصادية التي عملت في عهد هشام بن عبد الملك قيام وإليه على الموصل بحفر النهر المكشوف الذي يجئ وسيط الموصل وشرب أهله منه وكان السبب في ذلك أن الوالي كان جالساً في داره المعروفة بالمنقوشة التي كانت قصر الإمارة ينظر في مناظر له فرأى امرأة على عاتقها جرة وقد جاءت من دجلة وهي تحملها ساعة وتضعها ساعة أخرى تستريح فسأل عنها فقيل امرأة حامل جاءت بماء من بعد وقد أجهدها حمله، فاستعظم ذلك فكتب إلى الخليفة هشام بن عبد الملك يخبره الخبر وببعد الماء على أهل البلد، فكتب إليه يأمره أن يحفر نهراً في وسط المدينة لتقديم وتوفير الخدمات لهم فابتدأ بحفره واستغرق حفره وقتاً طويلاً وأنفق عليه أموالاً طائلة وبعد الانتهاء من حفره أمر الخليفة هشام أن تبنى أرجاء على ضفافه ثم أوقف هذه الأرجاء ومستقلاتها على نفقه هذا النهر وما يحدث فيه من تعمير وإصلاح في المستقبل (?)، كذلك قام والي مصر من قبل الخليفة هشام بن