المري والي خراسان أثناء محاربته لخاقان ملك الترك أحب أن يستطلع أخبار جنده فكلف أحد رجاله بأن يسير في المعسكر ليتعرف على روحهم المعنوية فقال له: أمشى في الصفوف والدراجة وتسمع ما يقول الناس وكيف حالهم (?).
سلك هشام نهج من سبقه من خلفاء بني أمية في إدارته العسكرية بالعناية بأمر الثغور وحماية الحدود الإسلامية من هجمات العدو بإنشاء التحصينات اللازمة والتي كان منها بثغر المصيصة حصن الربض، وحصن المثقب على ساحل البحر قرب ثغر المصيصة وحصن قطرغاش (?) واهتم بغيرها من الحصون وكان هذه الحصون مشحونة بالجند المرابطين (?) وكان قادة الثغور على صلة بالخليفة هشام فيطلبون منه ما يردون فعلى سبيل المثال فحين ولي ثغر أرمينية مروان بن محمد كان يقدم على الخليفة هشام في كل سنتين مرة يرفع إليه أمر الثغر واحتياجاته ومصلحة من به من جنوده وما ينبغي أن يعمل من تحصينات لحمايته .. بالإضافة إلى ما بينهما من إتصال مستمر بواسطة البريد (?).
من التطورات التي حدثت في إدارة الخليفة هشام بن عبد الملك البحرية أنه أمر بتجديد القواعد البحرية بالساحل الشامي وبنقل دار صناعة السفن من عطا إلى صور ورمم القاعدة البحرية بها ومنها أصبح مخرج المراكب الحربية لغزو الروم (?)، وقام واليه على إفريقية عبيد الله بن الحبحاب بتطوير دار صناعة السفن بتونس فكان منها يخرج الأسطول الإسلامي للغزو والفتوحات هنالك (?).
واستمر في إدارة الخليفة هشام بن عبد الملك خروج الحملات البحرية للصائفة والشاتية كدوريات لحفظ السواحل البحرية الحملات البحرية وحمايتها وللغزو وشن الهجمات البحرية على سواحل العدو وولي قيادة هذه الحملات كبار القادة، كمعاوية بن هشام بن عبد الملك، وعبد الرحمن بن معاوية بن خديج، وعبد الله بن أبي مريم، وعبد الله بن عقبة بن نافع الفهري وغيرهم من القادة الذين فاقوا بمهارتهم البحرية مهارة أمراء الروم وتمكنوا من التغلب عليهم (?).