أخذ هشام بن عبد الملك بمبدأ الشورى في إدارته العسكرية، فعندما علم باستشهاد قائده الجراح بن عبد الله الحكمي ومن معه من قبل الخزر جعل الخليفة هشام يستشير وزراءه وخاصته، فيما نزل بالقائد الجراح وأصحابه وأدخل عليه كل من ببابه من أجل مشورتهم وطلب رأيهم حيث سمع منهم ما قالوا وأشاروا به في هذا المصاب وهو وفي تعيين من يخلفه في القيادة ضد الخزر، والتزم الخليفة هشام بالشورى في إدارته لشؤون الدولة وبخاصة تعيين الولاة والقادة وسار قادته على منواله بالالتزام بمبدأ الشورى في مرحلة الإعداد والإقرار وتنفيذ الخطط في إدارتهم للمعارك الحربية (?). فكان صاحب رأي خرسان في الحرب المجشر بن مزاحم
السلمي (?)، حيث ينزل الناس على راياتهم ويضع المسالح ليس لأحد مثل رأيه في ذلك كما كان عبد الرحمن بن صبح الخرقي إذا نزل الأمر العظيم في الحرب لم يكن لأحد مثل رأيه وكان عبيد الله بن حبيب الهجري صاحب الشورى على التعبئة في القتال ولم يقتصر الأمر على هؤلاء في الرأي والمشورة، بل كان هنالك من الموالي مثلهم في الرأي والمشورة والعلم بالحرب وكان القادة يستعينون بهم في الإدارة العسكرية (?).
لم تولي هشام بن عبد الملك الخلافة إزدادت العناية في إدارته العسكرية بأمر العيون والأخبار سواء في محاربة الأعداء والخارجين على الدولة أو في الرقابة الإدارية على الولاة والعمال
والقادة (?)، وقد اهتم هشام بالبريد وطرقه فبالإضافة إلى كونه حلقة اتصال بين القيادة العليا المركزية وبين قادة الثغور لنقل الأخبار استخدم كوسيلة من وسائل النقل للقادة والعسكر وبخاصة في حالة الإمداد العسكري لما يتميز به من السرعة واختصار الوقت (?)، فإنه لما استشهد القائد الجراح بن عبد الله الحكمي استدعى الخليفة هشام بن عبد الملك سعيد بن عمرو الحرشي وعينه للقيادة ثم سأله الرأي فأشار عليه الحرشي بقوله: تبعثني على أربعين دابة من دواب البريد، ثم تبعث إليّ كل يوم أربعين دابة عليها أربعون رجلاً ثم أكتب إلى أمراء الأجناد يوافونني ففعل ذلك الخليفة هشام (?). كما كان قادة هشام بن عبد الملك يضعون العيون على عسكرهم لمعرفة أحوالهم وأخبارهم، فمن ذلك أن القائد الجنيد بن عبد الرحمن