ذلك أم لا (?)؟ قال: نفعل. فلما طال عليهم ونفذت نفقاتهم ... كان وجههم إلى إفريقية فخرجوا على والي هشام فقتلوه واستولوا على إفريقية. وهكذا اندلعت بإفريقية والمغرب ثورات لا نهاية لها، ابتدأت سنة 122 هـ وهي أول ثورة في إفريقية في الإسلام، وتضافرت جهود الإباضية والصفرية للإطاحة بحكومة القيروان، وأصبح هّم الخليفة في المشرق القضاء على هذه الثورات فكان يرسل الجيش تلو الآخر، وقد ذكروا أن هذه الحروب منُذ أن استعرت إلى أن تم القضاء عليها عام 156 هـ بلغت 375 هـ موقعة ذهب ضحيتها آلاف القتلى، وقد شارك العلماء مقاتلين وواعظين، فقد استنجد حنظلة بن صفوان بمن تبقي من بعثة عمر بن عبد العزيز لما ثارت عليه الخوارج، وقد دامت هذه الحروب أكثر من ثلاثين سنة تمكن الخوارج من خلالها من الاستيلاء على القيروان مرتين، حيث استولى عليها الصفرية سنة 140 هـ لمدة سنة وشهرين، وقد ربطوا دوابهم في المسجد الجامع وقتلوا كل من كان فيها من قريش وعذبوا أهلها ... ثم وليها بعدهم الإباضية لمدة سنتين (?).

هذا ولما بلغت أخبار الخوارج في إفريقية هشام بن عبد الملك ولي عليها كلثوم بن عياض القشيري في جمادي الآخرة سنة 123 هـ وأرسله إليها في جيش قوامه اثنا عشر ألف وخرج معه أهل مصر وأهل برقة، وأهل طرابلس، وزحف إلى الشمال الإفريقي متوغلا سنة 123 هـ فلقيه ميسرة من رؤساء الخوارج الصفرية - بقرب طنجة - في جموع من البربر كثيرة واستماتوا في قتاله حتى قتلوه وهزموا جيشه، وقويت شوكة الخوارج واقتطعوا المغرب عن طاعة الخلفاء في المشرق (?) واستمرت المعارك الدولة الأموية في عهد هشام وخوارج الشمال الأفريقي وكان من أشهر ولاة الأمويين في تلك المرحلة كلثوم بن عياض وحنظلة بن صفوان الذي تولى ولاية إفريقية والمغرب سنة 124 هـ وشرع في الاستعداد للدفاع عن القيروان واشتبك في قتال مع الخوارج الصفرية الذين كان يستحلون أموال أهل السنة، ويستحييون نساءهم وقتلهم في معركة القرن في عام 124 هـ وقيل قتل فيها ما يزيد عن مائة

وسبعين ألفاً (?) وهذا رقم مبالغ فيه. وكانت حرباً في أبشع صور الحروب القاسية، فهبت ريح النصر على إتباع الدولة الأموية وهزم الخوارج وقتل عبد الواحد بن يزيد من برابرة هوارة وجيء براسة وبعكاشة أسيراً (?). وسمع الليث بن سعد الفقيه المصري بخبر هذه المعركة فقال: ما غزوة كنت أحب أن أشهدها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015