المعتمر، فقد ورد أنه كان يحرض على الخروج مع زيد، فعن عقبة بن إسحاق قال: كان منصور بن المعتمر يأتي زبيد بن الحارث، فكان يذكر له أهل البيت ويعصر عينيه يريده على الخروج أيام زيد بن علي (?).
2 - وأما العلماء الذين لم يؤيدوا حركة زيد ونصحوه بعدم الخروج فهم أكثر ممن أيده على ذلك، وممن لم ير خروجه من العلماء ابن عمه عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي، وسلمه بن كهيل وقد بينت ذلك فيما مضى، وحين قيل للإمام العالم الأعمش أيام خروج زيد: لو خرجت؟
قال: ويلكم، والله ما أعرف أحداً أجعل عرضي دونه، فكيف أجعل ديني (?)؟ وأما الإمام الزهري فإنه لما علم بمقتل الإمام زيد بكي وقال: أهلك أهل هذا البيت العجلة (?) وكما نصح هؤلاء العلماء زيداً بعدم الخروج أو الثقة بأهل الكوفة كذلك نصحه أهل الرأي من قرابته كمحمد عمر بن علي بن أبي طالب، وداود بن علي بن عبد الله بن عباس بذلك أيضاً (?).
وحين ترجم الإمام الذهبي للإمام زيد بن علي - رحمه الله - قال: كان ذا علم، وصلاح، وهفا وخرج، فاستشهد وقال في موضع آخر: خرج متأولاً وقتل شهيداً، وليته لم يخرج (?) ومما سبق تدرك أن العلماء الذين لم يرو خروج زيد أكثر ممن أيده على خروجه كما يتضح بعد هذا العرض خطأ من حكم بأن ثورة زيد ثورة العلماء والفقهاء إذ لا دليل يصح يعتمد عليه في ذلك. بل عكس ذلك أولى
بالصحة (?).
كان لثورة زيد بن علي تأثير مهم في سير الأحداث التي وقعت في العصر الأموي، وتمحضت عنها نتائج بعيدة المدى وكان فشلها بمثابة الدافع لحركات أخرى حذت حذوها، فقد هرب يحي بن زيد إلى خراسان وأعلن الثورة على الأمويين هناك (?) إيفاء بوعده الذي قطعه لوالده حين قال له: أقاتلهم والله لو لم أجد إلا نفسي (?). ومع أن يحي فشل في القضاء على الحكم الأموي كما فشل أبوه من قبل إلا أن هاتين الثورتين مهدتا بصورة غير مباشرة الطريق للقضاء على الدولة الأموية (?)، واستغل العباسيون العطف الذي لقيه يحي بن زيد في خراسان لكسب الإتباع والأنصار لهم وحين قتل يحي بن زيد ظل أهل خراسان يبكون صباحاً مساء (?)