ورجع إلى الكوفة وأمر أصحابه بالخروج من الكوفة إلى الحيرة كي يحول بينهم وبين المساهمة في القتال إلى جانب زيد بن علي، ولما قتل زيد بن علي عادوا إلى الكوفة (?). وكان هذا أحد أسباب تخلي بعض أهل الكوفة عن زيد (?).
7 - امتناع مجموعة من الشيعة الإمامية عن مناصرة زيد: لا يخفى أن الشيعة الإمامية يعتقدون أن الإمامية في علي بن أبي طالب ومن بعده ابنه الحسن ثم الحسين فعلي بن الحسين، فمحمد بن علي، فجعفر بن محمد الصادق، فكان لهذا المعتقد أثره على الشيعة الإمامية بالكوفة، فعامة الشيعة وكما يبدو - يعتقدون إنه إنما خرج داعياً للإمامية على الرغم من وجود ابن أخيه الصادق مما أدى إلى عدم مشاركة غالبية الشيعة الإمامية في الثورة (?).
يقول محمد أبو زهرة: ولقد كان العلماء يعتبرون ثورة زيد على الطغيان الأموي ثورة أهل العلم والزهادة والنسك عليهم، حتى إن بعض المؤرخين يذكر أن الذين قاتلوا مع زيد كانوا من القراء والفقهاء ويقول أيضاً: ولقد كان رضي الله عنه عظيم الثقة في الفقهاء والمحدثين، لأنه منهم، ولذلك لما اشتدت الأمور، ورأى تخاذل الناس عنه كان يرسل إليهم يستنصر بهم، ولذلك كان أكثر المجاهدين معه من شبابهم وقد كان سفيان الثوري محدث الكوفة وواعظها إذا ذكر زيدا بكي على ما فقده من العلم بفقده وعلى ما فقده التقى والفضل بإصابته وقد خرج معه بعض القضاة ثم قال أبو زهرة: وهكذا نرى ثورته كانت ثورة الفقهاء والقراء والمحدثين وأهل التقى (?) وهذا كلام غير دقيق لئن هناك من العلماء من عارض الخروج على هشام بن عبد الملك في ثورة يزيد ومن خلال التتبع لحركة زيد بن علي واستقراء موقف العلماء منها اتضح أن هناك بعض العلماء الذين أيدوا حركة زيد وحرضوا عليها وهم قلة نادرة، وهناك عدد آخر لم يؤيد خروج زيد ونصحوه بعد الخروج وهؤلاءهم الأكثر (?).
1 - أما العلماء الذين اشتهر عنهم أنهم أيدوا زيد بن علي في خروجه أبو حنيفة النعمان، فقد ورد أنه كان يصرح بتأييده لحركة زيد ويحض عليها ولكنه مع هذا لم يشارك في القتال، فذكر أن زيد بن علي أرسل إليه يدعوه إلى البيعة فقال: لو علمت أن الناس لا يخذلونه كما خذلوا أباه لجاهدت معه لأنه إمام حق، ولكن أعينه بمالي فبعت إليه بعشرة آلاف درهم وقال للرسول: أبسط عذري عنده (?) وممن ذكر أنه أيد زيد بن علي العالم الجليل منصور بن