4 - جند الشام: كان جند الدولة النظامي من أهل الشام له وجوده بالعراق منُذ عهد معاوية، وقد ساهم في القضاء على كثير من الثورات بالعراق، فلما ثار زيد بن علي بالكوفة هب الأمويون للقضاء على هذه الثورة بكل ما أتوا من قوة معتمدين بصورة رئيسية على الجند الشامي بالإضافة إلى المرتزقة وكان هشام يرسل نجدات عسكرية من الشام لتكون سند لجند أهل الشام (?)، وكان للجيش الأموي الشامي الدور الحاسم في القضاء على تلك الثورة (?).
5 - العجلة التي حدثت للثورة: يظهر للمتتبع لثورة زيد بأنه تعجل في إعلانها على الأمويين وأدى هذا التعجل إلى قتله. ولما علم الزهري بمقتل زيد بكى وقال: أهلك أهل هذا البيت العجلة (?) فيفهم من ذلك أن الزهري كان يرى هناك عجلة في ثورة زيد وأنه لم ينتظر حتى تنضج الحركة ولم يعطي الوقت حقه.
6 - دعوة بني العباس: لعبت دعوة بني العباس دوراً مؤثراً سلبياً في الجهود التي بذلها زيد بن علي فالمؤرخون يرون أن عام 100 هـ كان بداية لتأليف الجماعات السرية التي تدعو إلى بني العباس وتعمل للقضاء على دولة بني أمية فقد توجه دعاة العباسيين بأمر محمد بن علي بن عبد الله بن العباس المتوفي عام 125 هـ إلى مختلف الأقطار بيثون الدعوة وينشرونها بين الناس (?). وقد لاقي الدعاة أقصى ضروب التعذيب والتنكيل على ولاة بني أمية، ولكن الدعاة استمروا في طريقهم واستطاعوا أن يجذبوا الكثير من المؤيدين بفضل براعتهم وخبرتهم بأحوال الناس (?) فكانوا يدورون كورة كورة وبلداً بلداً في زي التجار (?)، وكانت الكوفة إحدى القواعد الرئيسية التي اعتمدوا عليها في نشر دعوتهم والتبشير بها فكانت الكوفة مسرحاً لدعوتين تعملان في وقت واحد، لكل منها دعاتها وأنصارها، وهاتان الدعوتان وإن اختلفتا في بعض أهدافها إلا إنهما كانتا تهدفان إلى خلع بني أمية وبيعة بني هاشم، وقد أشارت سرعة نجاح زيد مخاوف العباسيين، وهذا ما حمل محمد بن علي، على أن يطلب من بُكير بن ماهان وكان يتولى الدعوة في العراقيين (?)، وأن يخذل الناس عن زيد، حين قال له: أظلكم خروج رجل من أهل بيتي بالكوفة يغتر في خروجه كما اغتر غيره، فيُقتل ضيعة ويصلب، فَحَذَّر الشيعة قبلكم
أمره (?) وهكذا انصاع بُكير بن ماهان لأمر محمد بن علي،