ابنه يحي إلى خراسان، فأقام بها مدة إلى حين وفاة هشام بن عبد الملك، وولاية الوليد بن يزيد فخرج، وسرعان ما قتل (?).

ويرى الذهبي أن يحي قتل بخراسان في عهد هشام (?). وقال الليث بن سعد: قتل يحي سنة خمس وعشرين ومئة رحمه الله (?). وقد تأثر هشام لمقتل زيد ويحي ودخله من مقتلهما أمر شديد حتى قال: وددت لو كنت اقتديتهما (?). والمتتبع لسياسة هشام مع زيد يرى أن هشاماً لم يوفق في استيعاب زيد وكان يمكنه ذلك.

رابعاً: أسباب فشل ثورة زيد:

فشلت ثورة زيد لأسباب عديدة منها:

1 - الجهاز الأمني عند الأمويين: استطاع جهاز أمن الدولة الأموية أن يخترق التنظيم الثوري الذي كان يقوده زيد بن علي، فقد راقب رجال جهاز الأمن الأموي زيداً وتحركاته وعرفوا الأماكن التي كان يختفي فيها وكثيراً من أعوانه وعلموا بساعة الصفر المحددة للثورة وهذا ما حمل زيداً. على تقديم موعد الثورة والتعجيل بها قبل الموعد الذي جعله بينه وبين أهل الكوفة (?) وكان لهذا السبب أثر في ضعف الوسائل التي أريد بها تحقيق الخطط الموضوعة للثورة (?).

2 - خيانة الرافضة وخذلانهم لزيد:

تمّت البيعة ليزيد والناس على علم من معتقدات زيد وأهداف ثورته إلا أن الرافضة طلبوا منه البراءة من الشيخين أبي بكر وعمر وعندما امتنع عن ذلك تركوه وكان الأعداد قد قطع مراحل متقدمة لإعلان الثورة وانفض الشيعة الرافضة من حوله وهو في أشد الحاجة إليهم وفي هذا درس كبير لمن يتحالف مع الشيعة الرافضة في الرخاء.

3 - خوف أهل الكوفة وجبنهم: كانت للتدابير المشددة التي اتبعها يوسف بن عمر أثر بليغ في نفوس أهل الكوفة وتخاذلهم، فلما أراد يوسف ابن عمر الحيلولة بين الناس وبين المشاركة في الثورة وأمرهم بالدخول إلى المسجد اندفعوا إليه لا يبدون أي مقاومة لهذا الأمر حتى يخيل للناظر ... أنهم رحبوا بالأمر لأنهم اعتبروه بمثابة عذر لهم عن التخلف، وعن المشاركة في القتال، يدل على هذا أن زيداً وأصحابه لما حرضوا الناس على الخروج من المسجد ومشوا لفك الحصار عنهم، لم يروا استجابة من الناس (?) وكثير من الناس ممن بايعوا نكثوا بيعتهم، فكان ذلك من أسباب فشل ثورة زيد (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015