رضاء الله جميع البشر، ذلك لأنه لا يمكن أن يشذَّ عن النهج الذي كان عليه والده زين العابدين علي بن الحسين ومن قبله والده ثم جدّه علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حبهم الصادق لأبي بكر وعمر وعثمان (?) والصحابة جميعاً.
ترك الرافضة زيداً وحده وكان والي الأمويين ابن هبيرة يعمل على استفزاز زيد للخروج وأظهر معرفته بشأنه ليستعجل خروجه وقد كان له ذلك، فقد قرر سريعاً أن يخرج في يوم أربعاء، فدعا ابن هبيرة أهل الكوفة إلى المسجد يوم الاثنين، وأغلق الأبواب عليهم، ومنعهم من الخروج، وكان اليوم برداً، فقضوا ليلتهم مرتجفين من البرد حتى إذا أسرع زيد بن علي إلى لمّ جماعته لم يجد إلا نحواً من مائتي رجل (?)، وأقبل زيد على المسجد بالمائتين من أتباعه، وفتح الأبواب لأهل الكوفة، فخرجوا معتذرين عن اللحاق به للبرد الذي ألم بهم، وكان جيش أهل الشام متجها من الحيرة إلى الكوفة فخرج إليه زيد، وقاتل مع فئته قتالاً شديداً (?) وهو يتمثل:
أذلَّ الحياة وعز الممات ... وكلا أراه طعاماً وبيلا
فإن كان لابد من واحد ... فسيري إلى الموت سيراً جميلا (?)
إلا أن السهام كانت أقوى منه فانهزم جماعته، وحال المساء بين الفريقين، فراح زيد مثخنا بالجراح، وقد أصابه سهم جبهته فطلبوا من ينزع النصل، فأتوا بحجّام من بعض القرى، واستكتموه الخبر، فاستخرج النصل، فمات من ساعته، فدفنوه في ساقية ماء وجعلوا على قبره التراب والحشيش، وأجرى الماء على ذلك وحضر الحجام دفن الإمام زيد، فعرف الموضع وقال ليوسف بن عمر بن هبيرة، فاستخرج يوسف جثته وبعث برأسه إلى هشام وصلب جسد
زيد (?).
ولما وصل رأس زيد إلى هشام، استاء من قتله وكان لا يحب القتل (?)، وجاءت روايات لا تصح ولا تثبت بأن هشام أمر يوسف ابن عمر أن يصلب زيداً عريانا (?). وبعد مقتل زيد توجه