وغيرهم إلى أن ظهر (?) ولما أمر أصحابه بالاستعداد للخروج وأخذ من كان يريد الوفاء له بالبيعة يتجهزّ وصل الأمر إلى والي العراق يوسف بن عمر، فستنفر أجهزة الدولة للقضاء على زيد (?).

4 - انشقاق الشيعة الرافضة عن زيد بن علي وغدرهم به:

كان ذلك على وجه التحديد في سنة إحدى وعشرين ومئة عندما خرج زيد بن علي بن الحسين على هشام بن عبد الملك (?)، فأظهر بعض من كان في جيشه من الشيعة الطعن على أبي بكر وعمر فمنعهم من ذلك، وأنكر عليهم فرفضوه، فسموا بالرافضة وسميت الطائفة الباقية معه بالزيدية (?)، يقول ابن تيمية: إن أول ما عرف لفظ الرافضة في الإسلام عند خروج زيد بن علي في أوائل المئة الثانية، فسئل عن أبي بكر وعمر فتولاهما فرفضه قوم فسموا رافضة (?).

وقال: ومن زمن خروج زيد افترقت الشيعة إلى رافضة وزيدية، فإنه لما سئل عن أبي بكر وعمر فترحم عليهما رفضه قوم فقال لهم: رفضتموني فسموا رافضة لرفضهم إياه، وسمي من لم يرفضه من الشيعة زيدياً لانتسابهم (?). ومنُذ ذلك التاريخ تميزت الرافضة عن باقي فرق الشيعة، فأصبحت فرقة مستقلة باسمها ومعتقدها (?). وجاء في رواية قول زيد في الشيخين: ... وقد وُلّوا فعدلوا في الناس وعملوا بالكتاب والسنة قالوا: فلم يظلمك هؤلاء إذا كان أولئك لم يظلموك فلم تدعو إلى قتالهم؟ فقال: إنّ هؤلاء ليسوا كأولئك هؤلاء ظالمون لي ولكم ولأنفسهم، وإنما ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيّه صلى الله عليه وسلم، وإلى السنن أن تُحيا وإلى البدع أن تطفأ، فإن أجبتمونا سعدتم، وإن أبيتم فلست عليكم بوكيل. ففارقوه ونكثوا بيعته وقالوا: سبق الإمام، يعنون محمد الباقر، وكان قد مات، وقالوا: جعفر ابنه إمامنا اليوم بعد أبيه، فسّماهم زيد الرافضة (?).

هذه هي عقيدة زيد بن علي في الشيخين أبي بكر وعمر، وأعلنها بوضوح وجلاء، لأنه كان يتقي الله حق تُقاته ويخشاه أشّد الخشية، مع أنه كان في وسع زيد بن علي - لو كان رجل دنيا أن يُمالي هؤلاء الرافضة الذين أرادوا أن يحملوه على إتباع أهوائهم بمشاركته لهم في القدح في أبي بكر وعمر رضي الله عنهما، ولو على سبيل التَّقية وذلك ليستميلهم إلى صفَّه ليعينوه ويناصروه، حتى يتحقق له هدفه من خروجه على هشام بن عبد الملك، ولكنه أبى ورفض طلبهم، وآثر التمسك بالحق الذي يجب أن يُتبّع، ولو أسخط في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015