إليها زيد، فقد دعا إلى الكتاب، والسنة، وجهاد الظالمين، والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين، وردّ المظالم ونصرة أهل البيت (?)، هذه الأهداف الكبيرة هي التي نهض لمثلها زيد وأيدها الإمام جعفر الصادق والإمام أبو حنيفة (?). وقد اعترض بعض الناس على خروج زيد منهم.

1 - عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب:

1 - عبد الله بن الحسن ابن الحسن بن علي بن أبي طالب: فقد كتب كتاباً إلى زيد جاء فيه: أما بعد فإن أهل الكوفة نفخ في العلانية، خور في السريرة، هرج في الرخاء، جزع في اللقاء تقدمهم ألسنتهم، ولا تشايعهم قلوبهم، ولقد تواترت إليّ كتبهم بدعوتهم، فصممت أذني عن ندائهم، وألبست قلبي عثاء ... عن ذكرهم بأساً منهم، وإطراحاً لهم، وما لهم مثل إلا ما قال علي بن أبي طالب: إن أهملتم خضتم وإن حوربتم خرتم وإن اجتمع الناس على إمام طعنتم وإن أجبتم إلى مشاقة نكصتم (?).

2 - داوود بن علي ينصح زيد:

2 - داوود بن علي ينصح زيد: وعندما بايع أهل الكوفة زيد قال داود بن علي: يا بن عمّ إن هؤلاء يغرّونك من نفسك، أليس قد خذلوا من كان أعز عليهم منك جّدك علي بن أبي طالب حتى قتل؟ والحسن من بعده بايعوه ثّم وثبوا عليه فانتزعوا رداء وجرحوه؟ أو ليس قد أخرجوا جّدك الحسين وحلفوا له وخذلوه وأسلموه ولم يرضوا بذلك حتى قتلوه؟ فلا ترجع معهم (?)، ... وقال له: إني خائف إن رجعت معهم أن لا يكون أحد أشّد عليك منهم وأنت أعلم. ومضى داود إلى المدينة (?).

3 - سلمة بن كهيل:

3 - سلمة بن كُهَيْل: جاء سلمة بن كُهَيْل فذكر لزيد قرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحقّه، فأحسن ثم قال له: ننشدك الله كم بايعك؟ قال أربعون ألفاً. قال: فكم بايع جَدَّك؟ قال: ثمانون ألفاً. قال: فكم حصل معه؟ قال: ثلاثمائة. قال: نشدتك الله أنت خير أم جَدّك؟ قال: جدّي. قال: فهذا القرن خير أم ذلك القرن؟

قال: ذلك القرن. قال: أفتطمع أن يَفي لك هؤلاء وقد غدر أولئك بجّدك؟ قال: قد بايعوني ووجبت البيعة في عنقي وأعناقهم. قال: أفتأذن لي أن أخرج من هذا البلد؟ فلا آمن أن يحدث حدثٌ فلا أملك بنفسي، فأذن له فخرج إلى اليمامة (?).

استمر زيد في حشد الأنصار وكانت الأجهزة الأمنية الأموية تتابع الأحداث ومجريات الأمور وكان زيد يتنقل في الكوفة تارة في بني عبس وتارة في بني هند، وتارة في بني تغلب

طور بواسطة نورين ميديا © 2015