2 - عدم استماع هشام لزيد في إحدى خصوماته وعدم إنصافه إياه، فقد روى ابن الأثير وغيره أن زيداً كان يخاصم ابن عمه جعفر بن الحسن بن الحسين بن علي في ولاية وقوف علي، وكان زيد يخاصم عن بني الحسين وجعفر يخاصم عن بني الحسن، فكانا يتبالغان بين يدي الوالي إلى كل غاية ويقومان فلا يعيدان مما بينهما حرفاً فلما مات جعفر نازعه عبد الله بن الحسن بن الحسن فتنازعا يوماً بين يدي خالد بن عبد الملك بن الحارث وأراد والي هشام على المدينة أن يوقع بينهما وأراد عبد الله بن الحسن أن يتكلم، فقال زيد: لا تعجل يا أبا محمد أعتق زيد ما يملك إن خاصمك إلى خالد أبداً، ثم أقبل على خالد فقال: جمعت ذرية رسول الله صلى الله عليه وسلم لأمر ما كان يجمعهم عليه أبو بكر ولا عمر فقال خالد: أما لهذا السفيه أحد: ... ثم ذهب زيد إلى هشام يشكوا إليه مما فعله خالد، فجعل هشام لا يأذن له فيرفع القصص فكلما رفع إليه قصة كتب هشام في أسفلها: أرجع إلى منزلك (?).
3 - اتهام هشام بن عبد الملك لزيد بالإعداد للخروج عليه وتحقيقه معه في ذلك وأغلاظه القول له في التحقيق، فقد قال له هشام ذات يوم: لقد بلغني يا زيد إنك تذكر الخلافة وتتمنّاها ولست هنالك وأنت ابن أمة قال زيد: إن لك جوابا. قال: فتكلّم قال: إنه ليس أحد أولى بالله ولا أرفع درجة عنده من نبيّ ابتعثته، وقد كان إسماعيل ابن أمه وأخوه ابن صريحة - أي حرة - فاختاره الله عليه وأخرج منه خير البشر وما على أحد من ذلك إذ كان جده رسول الله وأبوه علي بن أبي طالب ما كانت أمّه قال له: هشام: أخرج قال اخرج ثم لا أكون إلا بحيث تكره .. فخرج من عنده وسار إلى الكوفة (?).
قدم زيد الكوفة وأقام بها مستخفياً ينتقل في المنازل، وأقبلت الشيعة تختلف إليه تبايعه، فبايعه جماعة منهم وكانت بيعته: إنا ندعوكم إلى كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم، وجهاد الظالمين والدفع عن المستضعفين وإعطاء المحرومين، وقسم هذا الفيء بين أهله بالسوء، وردّ المظالم، ونصْر أهل البيت، أتبايعون على ذلك؟ فإذا قالوا: نعم، وضع يده على أيديهم ويقول: عليك عهد الله وميثاقه وذمّته وذمّة رسوله، صلى الله عليه وسلم)، لتفين بيعتي ولتقاتلن عدوي ولتتصحنّ لي في السر والعلانية فإذا قال: نعم، مسح يده على يده ثم قال: اللهم أشهد: فبايعه خمسة عشرة ألفاً، وقيل: أربعون ألفاً، فأمر أصحابه بالاستعداد، فأقبل من يريد أن يفي له ويخرج معه ويستعدّ ويتهيّأ، فشاع أمره في الناس (?). ومن خلال نصّ البيعة تظهر الأهداف التي دعا