أنا وأنت فمن يخلفنا في حرمنا؟ فتخلف جعفر بأمر عمه زيد (?)، ولقد ذكر الطبري وابن الأثير أن جماعة من الشيعة قبل خروج زيد مرواً على جعفر الصادق فقالوا له: إن زيد بن علي فينا يبايع، أفترى لنا أن نبايعه؟ فقال لهم: نعم بايعوه، فهو والله أفضلنا وسيدنا وخيرنا. فجاءوا فكتموا ما أمرهم به (?). وكان جعفر يدعو لعمه بالنصر والتأييد فعندما أراد يحي اللحوق بأبيه زيد، قال له جعفر: أقرئه عني السلام وقيل له: إني أسأل الله أن ينصرك ويبقيك ولا يرينا فيك مكروها .. وبعد أن مضى زيداً شهيداً إلى ربه وجاء الخبر إلى جعفر قال: ذهب والله زيد بن علي كما ذهب علي والحسن والحسين وأصحابهم - شهيداً إلى الجنة (?). فقد كان جعفر وزيد بن علي على علاقة طيبة وأن الذين فرقوا بينهما هم الشيعة الذين رفضوا زيداً وقالوا بالوصية خوفاً من لوم الناس لهم وعتابهم أياهم على مفارقتهم زيد (?).

أ- دفاعه عن جده أبي بكر الصديق والصحابة:

كانت حفيدة الصديق متزوجة من محمد الباقر الإمام الخامس عند الشيعة الإمامية وكان جعفر بن محمد بن علي بن الحسين الذي يلقب بالصادق يقول: ولدني أبو بكر مرتين (?)، فأمه أم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق، والقاسم بن محمد بن أبي بكر كان أحد فقهاء المدينة السبعة تربي في حجر أم المؤمنين عائشة، أما أمها فهي أسماء بنت عبد الرحمن بن أبي بكر الصديق وكان جعفر يغضب من الشيعة الإمامية ويمقتهم إذا علم أنهم يتعرضون لجده أبي بكر، فكيف يرضى من يدعى محبة جعفر وآل البيت أن يلعن جد جعفر الصادق (?)؟ فعن سالم بن أبي حفصة قال: سألت أبا جعفر وابنه جعفراً عن أبي بكر وعمر فقال: يا سالم تولهَّما وأبرأ من عدوهما، فإنهما كانا إمامْي هدى. ثم قال جعفر: يا سالم، ايَسُبُّ الرجل جَّده؟ أبو بكر جدَّي لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم يوم القيامة إن لم أكن أتولاَّها وأبرأ من عدوهما (?) وقال حفص بن عياش: سمعت جعفر بن محمد يقول: ما أرجو من شفاعة علي شيئاً إلا وأنا أرجو من شفاعة أبي بكر مثله. لقد ولدني مرتين (?). وقد كانت العلاقات بين بيت أبي بكر وآل البيت قوية ومتلاحمة ومتداخلة فالقاسم بن محمد بن أبي بكر حفيد أبي بكر وعلي بن الحسين بن علي بن أبي طالب حفيد علي بن أبي طالب كانا النبي خاله، فأم القاسم بن محمد وأم علي بن الحسين هما بنتي يزدجرد بن شهريار بن كسرى اللتين كانتا من سبايا الفرس في عهد عمر رضي الله عنه وقد توسع احسان الهي ظهير في إثبات المصاهرات وعلاقات المودة والتراحم والاحترام المتبادل

طور بواسطة نورين ميديا © 2015