رسول الله صلى الله عليه وسلم كمنزلة هارون من موسى ومن ثم فلا يعقل أن يتتلمذ زيد على واصل وهو يعلم أن واصلاً لم يكن يرى هذا الرأي في جده رضي الله عنه، فلم يسو بينه وبين كثير من الصحابة في الفضل وقبول الشهادة، ولم يكن كذلك قاطعاً بصحة موقفه في حروبه مع الخارجين عليه، وإنما كان يجوز الخطأ على جده في تلك الحروب وهو الإمام الذي بايعه الصحابة رضوان الله عليهم ولم يكن ليقبل شهادته ولو على بقل (?)، فكيف يقبل زيد أن يأخذ علمه من رجل مبتدع هذا شأنه، وإن الخلاف على هذه القضية خلاف جوهري وفي نفس الوقت خلاف حساس يتصل بالإمام زيد في شخص جده وليس خلافاً على أمر آخر، فلا يمكن أن يجتمع الرجلان على مذهب واحد ورابطة واحدة مع وقوع هذا الخلاف بينهما، ولا نظن أن زيداً كان يقبل أن يتتلمذ على واصل وأن يأخذ عنه رغم قوله الباطل في جده علي رضي الله عنه حتى يحتاج إلى إنكار أخيه الباقر عليه كما يروي الشهر ستاني من أن محمد الباقر أنكر على أخيه زيد أخذه العلم عن واصل وهو يجّوز الخطأ على جده في قتاله للناكثين والقاسطين (?). وكيف نقبل القول بمعرفة الباقر بعلاقة علمية تتصل بأمور العقيدة قائمة بين زيد وواصلثم نجده يثني عليه هذا الثناء العاطر ويشهد له تلك الشهادة الكبيرة (?)، في قوله لجابر الجعفي، عندما سأله عنأخيه زيد: سألتني عن رجل مليء إيمانا وعلماً من أطراف شعره إلى قدمه، وهو سيد أهل بيته (?).

3 - العلاقة بين جعفر الصادق وزيد بن علي:

هو جعفر بن محمد بن علي بن الشهيد أبي عبد الله ريحانة رسول الله صلى الله عليه وسلم الحسين بن علي بن أبي طالب، الإمام الصادق شيخ بني هاشم، أبو عبد الله القرشي، الهاشمي، العلوي المدني أحد الأعلام (?) ولد سنة ثمانينن ورأى بعض الصحابة مثل أنس بن مالك وسهل ابن سعد (?). وكان جعفر يثني على عمه زيد ويقدره وكان العلاقة بينهما طيبة، فلقد قال جعفر عن عمه كما يروى لنا عمر بن القاسم: قال: دخلت على جعفر الصادق وعنده ناس من الرافضة فقلت: إنهم يبرؤن من عمك، فقال: برأ الله ممن تبرأ منه، كان والله أقرانا لكتاب الله وأفقهنا في دين الله وأوصلنا للرحم ما تركنا وفينا مثله (?). وكان جعفر يجل عمه زيداً ومما يدل على ذلك أنه كان يمسك له بالركاب ويسوي ثيابه على السرج (?). وكذلك كان مؤيداً لعمه في خروجه واستأذنه في الخروج معه، فعندما أراد زيد الخروج إلى الكوفة من المدينة قال له جعفر: أنا معك يا عم،

فقال زيد: أو ما علمت أن قائمنا لقاعدنا وقاعدنا لقائمنا، فإذا خرجت

طور بواسطة نورين ميديا © 2015