واحداً (?)، وأثناء إقامته بالكوفة، وهو يعد العدة ويجمع الرجال تأهباً للخروج على بني أمية (?). أي أنه ذهب إليها بعد أن جاوز الأربعين من عمره ليقوم بكل ما يتطلبه الخروج من جهد وعمل وفي مثل هذه السن الناضجة وفي مثل هذه الظروف أيضاً لا يمكن أن يقال أن زيد تتلمذ فيها على واصل. وحتى مع القول بأنه التقى به هناك وهو - فرض لا ننفيه - ولكننا نمنع أن يكون زيد في نضجه العلمي، ومشاغله العملية حينذاك يتتلمذ على واصل ويأخذ عنه (?).
- ما قيل من ذهاب واصل بن عطاء إلى المدينة واجتماع آل البيت به ومنهم الإمام زيد ووقوع الخلاف بينه وبين ابن أخيه جعفر الصادق وهذه القصة ذكرها شيوخ المعتزلة وهما الحسين بن المرتضى في المنية والأمل والقاضي عبد الجبار في فضل طبقات المعتزلة ومن المعروف أن المعتزلة في سبيل نصرة مذهبهم وبيان أصالته في نظرهم يرتفعون بطبقاتهم الأولى ليس، لآل البيت بل إلى الصحابة رضي الله عنهم (?)، فلا عجب أن يجعلوا زيداً من هذه الطبقات، فقد جعلوا غيره من أئمة أهل البيت كالصادق والباقر وزين العابدين وآبائهم وأجدادهم كذلك، ونسبوا إليهم من الأقوال ما يظهر
اعتزالهم (?)، بينما كان هؤلاء الأئمة من علماء الحديث وكانوا على عقيدة أهل السنة والجماعة، وقد اثنى عليهم علماء أهل السنة وعلى رأسهم ابن (?) تيمية، فلو كان هناك مغمز في عقيدتهم لذكره والإمام زيد واحد من هؤلاء الأئمة الأعلام الذين استحقوا ثناء أهل السنة وتوثيقهم (?) يقول ابن تيمية: فليس من أئمة أهل البيت مثل علي بن الحسين وأبي جعفر الباقر وابنه جعفر بن محمد من كان ينكر الرؤية ولا يقول بخلق القرآن ولا ينكر القدر ولا يقول بالنص على علي ولا بعصمة الأئمة الاثنى عشر ولا يسب أبا بكر وعمر. والمقولات الثابتة المتواترة عن هؤلاء معروفة موجودة وكانت مما يعتمد عليه أهل السنة (?). وبين ابن تيمية أن أئمة أهل البيت كانوا على عقيدة أهل السنة فيقول: أن الأئمة المشهورين كلهم يثبتون الصفات لله تعالى ويقولون أن القرآن كلام الله ليس بمخلوق ويقولون أن الله يرى في الآخرة، وهذا هو مذهب الصحابة والتابعين لهم بإحسان من أهل البيت وغيرهم (?). وقد نص علماء أهل السنة والجماعة على أن زيداً كان من