ج- أبان بن عثمان بن عفان:
من شيوخ زيد بن علي الذين روى عنهم الحديث أبان بن عثمان بن عفان الإمام الفقيه (?)، وحدّث عنه عمرو بن دينار والزهري وأبو الزناد وجماعة قال يحي بن قطان: فقهاء المدينة عشرة: ابان بن عثمان وسعيد بن المسيب وذكر سائرهم وعن ابن أبي الزناد، عن أبيه، عن أبان: سمعت عثمان يقول: من قال في أوّل يومه وليلته: بسم الله الذي لا يضر مع اسمه
شيءٌ في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم. لم يضره ذلك اليوم شيء، أو تلك الليلة فلما أصاب أبان الفالج قال: إني والله نسيت هذا الدعاء هذه الليلة ليمضي فيَّ أمر الله (?). وقال
خليفة: إن أباناً توفي سنة خمس ومئة (?).
ومن خلال شيوخ زيد نلاحظ أنه تأثر بالمدرسة المدينة السنية ويعتبر في علمه وفهمه امتداداً لها، فوالده وأخوه وأبان بن عثمان وغيرهم كلهم من علماء المدرسة المدينة.
د- نفي تتلمذ زيد بن علي على واصل بن عطاء المعتزلي:
يرى فريق من العلماء أن زيد قد تتلمذ لواصل بن عطاء وأخذ عنه الاعتزال كابن خلدون (?) والشهر ستاني (?)، ومحمد شاكر الكثبي (?) وغيرهم ولذا فإن مؤلفي طبقات المعتزلة يجعلون زيداً من الطبقة الثالثة، كما يرى المرتضى صاحب المنية والأمل (?)، والقاضي عبد الجبار صاحب فضل الاعتزال وطبقات المعتزلة (?)، والواقع أن الدراسة الفاحصة تكشف لنا عن بطلان دعوى تلمذة زيد لواصل بن عطاء وفي سبيل إبراز هذه الحقيقية تقدم الأدلة التالية:
ما قيل من إقامة زيد بالبصرة واختياره لها ليعلم أصول العقائد عن الفرق المختلفة وهذا ما قاله الشيخ أبو زهرة رحمه الله (?) وذكر قريباً من هذا الدكتور علي سامي النشار (?)، ولم يذكره واحد من المؤرخين القدماء سواء في ذلك الطبري وابن كثير، اليعقوبي والمسعودي والمقدسي وابن الأثير وغيرهم وكل ما ذكره الطبري من إقامة زيد بالبصرة أنه أقام بها شهرين (?)، وأما ابن العماد صاحب شذرات الذهب فذكر أن زيداً لم يمكث إلا شهراً