عبد الله، قال: سألت أبا جعفر محمد بن علي عن حلية السيوف فقال: لا بأس به، قد حلّى أبو بكر الصَّديق سيفه، قلت وتقول الصديق؟ فوثب وثبة واستقبل القبلة ثم قال: نعم الصَّدَّيق، نعم الصَّدَّيق فمن لم يقل الصَّدَّيق فلا صدق الله له قولاً في الدنيا والآخرة (?). وقال جابر الجعفي: قال لي محمد بن علي: يا جابر؛ بلغني أن قوماً بالعراق يزعمون أنهم يحبونا ويتناولون أبا بكر وعمر ويزعمون أني أمرتهم بذلك فأبلغهم عني أني إلى الله منهم بريء، والذي نفسي محمد بيده - يعني نفسه - لو وليت لتقربت إلى الله بدمائهم، لا نالتني شفاعة محمد صلى الله عليه وسلم إن لم أكن استغفر لهما وأترحم عليهما، إن أعداء الله لغافلون عن فضلهما وسابقتهما، فأبلغهم أني برئ منهم وممن تبرأ من أبي بكر وعمر رضي اللهعنهما (?). وعن عبد الملك بن أبي سليمان: قلت لمحمد بن علي " إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا " (المائدة، أية ك 58). قال: هم أصحاب النبي صلي الله عليه وسلم. قلت: إنهم يقولون: هو علي. قال: علي منهم (?).

فهذا كلام جليل من الإمام أبي جعفر محمد بن علي بن الحسين في الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، والكلام في الاعتراف بالفضل لأهل الفضل، والكلام في إثبات عدالة الصحابة رضي الله عنهم وبيان فضلهم يعتبر من الأعمال الصالحة التي يثاب عليها فاعلها، وخاصة إذا صدر ذلك من علماء آل البيت حيث نسب إليهم المبطلون كلاماً في التنقيص من قدر الصحابة هم منه براء (?).

- من أقوله:

له كلام نافع في الحكم والمواعظ منه: أهل التقوى أيسر أهل الدُّنيا مؤونة وأكثرهم معونة، إن نسيت ذكَّروك، وإن ذكرت أعانوك، قوَّالين بحق الله، قوَّامين بأمر الله (?) ومنه: أنزل الدنيا كمنزل نزلته وارتحلت عنه، أو كمال أصبته في منامك فاستيقظت وليس معك منه شيء (?). وقا ل: أذكروا من عظمة الله ما شئتم، ولا تذكرون منه شيئاً إلا وهي أعظم منه، وأذكروا من النار ما شئتم ولا تذكرون منها شيئاً إلا وهي أشدُّ منه، واذكروا من الجنة ما شئتم، ولا تذكرون منها شيئاً إلا وهي أفضل (?). وقال في الكِبْر: ما دخل قلب أمريء من الكِبْر شيء إلا نقص من عقله مقدار ذلك (?). وقال: الصواعق تصيب المؤمن وغير المؤمن ولا تصيب الذاكر (?). وقال: سلاح اللئام قبح الكلام (?).

- وفاته: مات أبو جعفر محمد الباقر سنة أربع ومئة بالمدينة وقيل توفي سنة سبع عشرة (?) وهو هاشمي من جهة أبيه وأمه، فأمه هي أم عبد الله بنت الحسن بن علي (?).

طور بواسطة نورين ميديا © 2015