من الصحابة والتابعين وروي عنهم، فقد روي عن أبيه علي بن الحسين، وعن ابن عمر وجابر، وأبي سعيد وعبد الله بن جعفر وسعيد بن المسيب وأبيه زين العابدين ومحمد بن الحنفية، وطائفة (?).

ولد محمد الباقر سنة ست وخمسين في حياة عائشة وأبي هريرة (?)، وكان أحد من جمع بين العلم والعمل والسؤدُد والشرف والثقة والرَّزانة وكان أهلاً للخلافة وهو أحد الأئمة الاثنى عشر الذين تبجلهم الشيعة الإمامية وتقول بعصمتهم وبمعرفتهم بجميع الدين فلا عصمة إلا للملائكة والنبيَّين وكل أحد يصيب ويخطى ويُؤخذ من قوله ويترك سوى النبي صلى الله عليه وسلم فإنه معصوم، مؤيد بالوحي (?). ولقد كان أبو جعفر إماماً، مجتهداً، تالياً لكتاب الله، كبير الشأن، ولكن لا يبلغ في القرآن درجة ابن كثير ونحوه، ولا في الفقه درجة أبي الزنَّاد، وربيعة ولا في الحفظ ومعرفة السنن درجة قتادة وابن شهاب، فلا نحابيه، ولا نحيف عليه، ونحبه في الله لما تجمع فيه من صفات الكمال (?)

وكان من المدافعين عن أبي بكر وعمر والصحابة، قال ابن فُضَيل وابنه جعفراً، عن أبي بكر وعُمرَ فقالا لي: يا سالم، تولّهما، وأبرأ من عدوَّهما، فإنهما كان إمامي هدى (?). علق الذهبي على هذا الأثر فقال: كان سالم فيه تشيع ظاهر، ومع هذا فَيُبثُّ هذا القول الحقّ، وإنما يعرف الفضل لأهل الفضل ذو الفضل وكذلك ناقلها ابن فُضيل، شيعي ثقة. فعثَّر الله شيعة زماننا ما أغرقهم في الجهل والكذب، فينالون من الشيخين وزيري المصطفى صلى الله عليه وسلم، ويحملون هذا القول من الباقر والصادق على

التقُية (?). وعن بسَّام الصَّيرفيّ، قال: سألت أبا جعفر عن أبي بكر وعمر، فقال: والله إني لأتولاَّهما وأستغفر لهما، وما أدركت أحداً من أهل بيتي إلا وهو يتولاَّهما (?) وعن جابر الجعفي عن محمد بن علي، قال: أجمع بنو فاطمة على أن يقولوا في أبي بكر وعمر أحسن ما يكون من القول (?) قال الذهبي: وأم فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق هي صاحبة أبي جعفر الباقر وأم ولده جعفر الصادق (?). وعن عروة بن

طور بواسطة نورين ميديا © 2015