مثله ولا أعلم منه ولا أفضل (?). وقال أبو حنيفة: شاهدت زيد بن علي كما شاهدت أهله فما رأيت في زمانه أفقه ولا أعلم (?) وقال عنه الشعبي: ما ولدت النساء أفضل من زيد بن علي ولا أفقه ولا أشجع ولا أزهد (?)، ومن كلام الذهبي عن زيد قوله: كان ذا علم وجلال وصلاح (?) وقال في تاريخ الإسلام: كان أحد العلماء الصلحاء (?) وهذه تزكية معتبرة من علماء أهل السنة تدل على أنه أحد أعلام مدرسة أهل السنة والجماعة.
أ- علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب:
تتلمذ زيد على يد أبيه على زين العابدين وروي عنه (?)، وقد كان علي زين العابدين عالماً بالحديث لكثرة من أخذ عنهم من الصحابة، والتابعين (?)، بالإضافة إلى اشتغاله بالفقه وكان هو الأستاذ الأول الذي أخذ عنه زيد بن علي (?) ولعلي زين العابدين مواقف مشهورة منها:
- شدة احترام الناس له وقصيدة الفرزدق في مدحه:
كان علي زين العابدين له مكانة عظيمة في عيون الناس وكانوا يحبونه ويقدرونه لقرابته من رسول الله صلى الله عليه وسلم وصلته لذكرى أبيه الشهيد الحسين رضي الله عنه الذي لم يبق من ولده سواه، وازداد هو إقبالا على العلم واشتغالاً بالعبادة حتى لُقَّب زين العابدين وكان يكن بأبي الحسين وقيل: بأبي الحسن، وقيل بأبي محمد. وكان له جلالة عظيمة، وحُقَّ له والله ذلك، فقد كان أهلاً للإمامة العظمي لشرفه وسؤدده، وعلمه وتألُّهه وكمال عقله (?)، ومما يدل على مكانة زين العابدين في عصره أنه لما حج هشام بن عبد الملك في خلافة أخيه الوليد أراد أن يستلم الركن فلم يستطيع من الزحام، فنصب له منبر، فاستلمه وقام أهل الشام حوله فجاء زين العابدين ليستلم الحجر فأوسع له الناس إجلالاً له واحتراماً وكان في بزة حسنة وهيئة حسنة وشكل مليح فقال أهل الشام لهشام من هذا؟ فقال لا أعرفه. فقال الفرزدق وكان حاضراً: أنا أعرفه وأنشد (?):