مات عن أربع وأربعين

سنة (?)، ويبدو أن الشيخ أبا زهرة قد أرتضى القول بوفاة زيد عن اثنتين وأربعين سنة، فجعل مولده عام 80 هـ (?).

ب- زواجه: وأبناؤه:

تزوج زيد ثلاثة نسوة. تزوج أربطة بنت أبي هاشم بن عبد الله بن محمد بن الحنفية، وقد جاءت له بولد وهو يحي (?)، وعندما كان في الكوفة تزوج اثنتين (?)، وهما ابنة يعقوب بن عبد الله السلمي أحد بني فرقد، وتزوج ابنة عبد الله بن ابي العنبس الأسدي (?)، وتزوج بأم ولد فجاءت له بثلاثة أولاد، عيسى وحسين، ومحمد (?).

ج- طلبه للعلم وبيئته التي ترعرع فيها:

نشأ زيد رحمه الله بالمدينة وكانت منارة العلم بما كان فيها من الصحابة والتابعين، وترعرع في بيت من بيوت العلم عامر بميراث النبوة، فوالده كان من كبار التابعين وساداتهم ديناً وعلماً (?)، وعاش مع والده ثماني عشرة سنة من حياته رباه خلالها على الخلق الرفيع وغذاه بالروح الدينية العالية، وبعد وفاة والده انتقلت كفالته إلى أخيه الأكبر محمد الباقر، وهو من هو في زهده وورعه وتقواه ولقد كان للباقر أثره كذلك في نشأة أخيه زيد وهو لا يزال في تلك السن التي آلت إليه رعايته فيها، ولقد طبعت هذه البيئة الخيّرة في قلب زيد تقوى الله عز وجل، والخوف منه وحب تلاوة القرآن والزهد في هذه الدنيا (?)، ويقول زيد عن نفسه: والله ما كذبت كذبة مُنذ عرفت يميني من شمالي، ولا انتهكت محرماً لله عز وجل مُنذ أن عرفت أن الله يؤخذاني (?). ولقد كان تأثره بوالده وأخيه وبيئته التي نشأ فيها واضح المعالم وفي هذه البيئة العلمية المتدينة، بدأ الإمام زيد طلبه للعلم، فحفظ القرآن الكريم جرياً على عادة الصحابة والتابعين في تحفيظ أبنائهم القرآن الكريم منُذ حداثة سنهم ولقد كان للإمام زيد اشتغال دائم بالقرآن الكريم فهو يقول عن نفسه: لقد خلوت بالقرآن الكريم ثلاث عشرة سنة أقرأه وأتدبره (?) وقد توسع في التفسير والسنة وعلومها وبالفقه والعقائد وأصول الدين، واللغة وآدابها، وغير ذلك من ألوان الثقافة التي كانت سائدة في عصره، فكان بهذه العلوم الواسعة من علماء الإسلام الذين يشهد لهم القريب والبعيد بالعلم والتفوق (?)، فهذا أخوه محمد الباقر يقول لمن سأله عنه: سألتني عن رجل ملئ علماً من أطراف شعره إلى قدميه (?).

ويقول أبو إسحاق السبيعي: رأيت زيد بن علي فلم أر في أهله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015