- التدرج في أخذها شيئاً، فشيئاً، وحديثاً بعد حديث، وأن لا يهجم عليها الطالب مرة واحدة لئلا تزدحم عليه المعلومات فتثقله وتؤدي به إلى الملل، فيفوته بذلك شيء كثير.

- أن يسعى الطلاب إلى العلماء ولا يسعى العلماء إلى بيوت الطلاب والمتعلمين، لما يترتب على سعي العلماء إليهم من هوان العلم وذلته روي عن مالك أنه قال: سمعت الزهري يقول: هو أن بالعلم وذله أن يحمله العالم إلى بيت المتعلم (?).

- كراهته لطول المجلس، فقد كان يحذر من طول مجلس العلم وغيره، لما قد يؤدي إليه طوله من السأم والملل، أو الخوض فيما لا فائدة فيه. فقد قال: إذا طال المجلس كان للشيطان فيه حظ ونصيب (?).

- توجيهه إلى ما قد يساعد استعماله أو تركه على الحفظ والتذكر من المطعومات: فقد قال الزهري: من سيرة أن يحفظ الحديث فليأكل الزبيب (?). وكان يشرب العسل ويقول ك إنه يذكر (?). وعنه قال: ما أكلت تفاحاً، ولا أكلت خلا منُذ عالجت

الحفظ (?).

6 - الزهري والأمويون:

يعد الزهري من العلماء الذين خالطوا خلفاء بني أمية وصاحبوهم وكانت له عندهم منزلة رفيعة، يقول عنه الذهبي: كان رحمه الله - محتشماً جليلاً بزي الأجناد له صورة كبيرة في دولة بني أمية. ويذكر أنه كان برتبة أمير (?). وقد تحدثت عن بداية اتصال الزهري بعبد الملك بن مروان وأثر قبيصة بن ذؤيب في تقريبه عند عبد الملك (?)، وحيث إن المدة التي قضاها الزهري عند عبد الملك لم تكن طويلة لذا لم ترد له مشاركات ومواقف ذات أثر في سياسة عبد الملك إلا الشيء اليسير، ومن ذلك طمأنته لعبد الملك في أمر علي بن الحسين، فقد كان عبد الملك قد أمر بعض رجاله بالقدوم إليه بعلي بن الحسين من المدينة، ولكنه أفلت منهم وقدم على عبد الملك، فلما قدم الزهري الشام بعد ذلك قال له عبد الملك: إنه - أي علي - قد جاءني في يوم فقدوه الأعوان، فدخل علي فقال: ما أنا وأنت؟ فقلت: أقم عندي، فقال لا أحب، ثم خرج، فوالله لقد إمتلأ ثوبي منه خيفة. قال الزهري: فقلت: يا أمير المؤمنين ليس علي بن الحسين حيث تظن، إنه مشغول بنفسه، فقال عبد الملك، حبذا شغل مثله، فنعم ما شغل به. ولا شك أن لمثل هذه النظرة من الزهري تجاه علي بن الحسين وإبدائها لعبد الملك أثر في

طور بواسطة نورين ميديا © 2015