في حسن السيرة والقيام بالقسط مع جده لأمه: عمر بن الخطاب، وفي الزهد مع الحسن وفي العلم مع
الزهري (?).
أ- الزهري وعلوم القرآن:
كان الزهري أحد أعلام التابعين الذين حفلت أمهات كتب الحديث والتفسير بالرواية عنهم فيما يتعلق بتفسير القرآن الكريم وسائر علومه، فقد رويت عنه روايات كثيرة في التفسير والقراءات ونزول القرآن وأسباب نزوله، وجمعه وناسخه ومنسوخه، ومكيه ومدنيه وغير ذلك مما يتعلق به من مباحث وعلوم وقد ذكر الدكتور حارث سليمان الضّاري أمثله على ذلك (?).
ب- الزهري والفقه:
يعد الإمام الزهري من أعلام فقهاء التابعين، وممن أفتوا بعد أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم (?) روي عن الأوزاعي أنه قال: ما أدركت خلافة هشام أحداً من التابعين أفقه منه (?)، وكان يستمد فقهه من كتاب الله وسنة رسوله ومما عن الصحابة من أقوالهم، وأفعالهم كما كان يجتهد في الأمور التي لا نص فيها من كتاب أو سنة، ولم يؤثر فيها شيء عن الصحابة (?) رضي الله عنهم.
ج- الزهري والتاريخ:
يعتبر الإمام الزهري بحق، من أبرز المؤرخين المسلمين الذين أرخوا لفترتي ما قبل البعثة النبوية وما بعدها، وخاصة ما يتعلق بحياة النبي صلى الله عليه وسلم: سيرته ومغازيه التي توسع فيها، وعنى بها عناية كبيرة، جعلت الكثير من الباحثين يقرون له بالفضل والتقدم في هذا الشأن حيث كان وقد وضع هيكل المغازي، واتبع التسلسل الزمني في دراستها وتثبيت أحداثها على أسس منهجيه لم يسبق إليها (?).
د- الزهري والأنساب:
كان الإمام الزهري واحداً ممن اهتموا بالأنساب واشتهروا بمعرفتها حيث اتجه إلى دراستها في صباه، وتتلمذ فيها على عبد الله بن ثعلبة بن صعير، فقد جاء عنه في حكاية انتقاله منه إلى سعيد بن المسيب أنه قال: نشأت وأنا غلام لا مال لي، ولا أنا في ديوان وكنت أتعلم نسب قومي من عبد الله بن ثعلبة بن صعير، وكان عالماً بذلك (?)، ولم يقتصر في تعلم الأنساب على عبد الله بن ثعلبة بل أخذها عن غيره أيضاً: كسعيد بن المسيب وغيره حتى أصبح من أعلم الناس بها (?).