س- الزهري والأدب:

كان للزهري ميول أدبية وقد نقل إلينا من أخباره الأدبية وكان يقول الشعر ويتمثل به ومن الشعر الذي كان يتمثل به:

ذهب الشباب فلا يعود جمانا ... وكأن ما قد كان لم يك كانا

فطويت كفى يا جمان على العصا ... وكفى جمان بطيها حدثان (?)

وكان يدخل الشعر في رواياته التاريخية: في السير والمغازي والأنساب (?). وكان يشيد بالأدب ويحث عليه كثيراً (?). قال عنه الرافعي: ويعتقد أنه كان من أوائل من كتبوا عن العرب الأشعار والأخبار وغيرها من الظواهر الأدبية التي كانت متوفرة لديهم حينذاك، بل يظن البعض أنه أول من كتب ذلك عن العرب (?).

والزهري واللغة:

كان الإمام الزهري بالإضافة إلى معرفته بما تقدم من علوم، عالماً باللغة حاذقاً لها عارفاً بمدلولات ألفاظها ومعانيها، كما كان فصيحاً يضرب به المثل بفصاحته (?)، روي عن أحمد بن صالح أنه قال: كان يقال: فصحاء زمانهم ثلاثة: الزهري، وعمر بن عبد العزيز، وموسى بن طلحة بن عبيد الله (?).

2 - ذكاؤه وحفظه وأقواله:

أ- ذكاؤه:

كان حاد الذكاء قوي الذاكرة واسع الفطنة والإدراك روي عنه إنه قال: ما إستعدت حديثاً قط، ولا شككت في حديث إلا حديثاً واحداً، فسألت صاحبي، فإذا هو كما حفظت (?).

ب- حفظه:

كان الزهري مثلاً في الحفظ وقدوة في الإتقان والضبط وكان يمتاز بالسرعة الفائقة في الأخذ والفورية النادرة في الاستيعاب والحفظ وقد لاحظ عبد الملك بن مروان ذلك حينما التقي به أول مرة وقال له: أطلب العلم فإني أرى لك عيناً حافظة، وقلباً ذكياً (?). وقد روي عن مالك بن أنس أنه قال: حدثني ابن شهاب بحديث فيه طول - وأنا آخذ بلجام

دابته - فقلت له: اعد عليّ، فقال لا، قلت له، أرأيت أنت أما كنت تحب أن يعاد عليك؟

طور بواسطة نورين ميديا © 2015