5 - رعايته لأخواله من بني مخزوم:

مّر معنا أن هشاماً ولد بالمدينة عند اخواله، لأن أمه كانت مطلقة عند أهلها وقد قضى طفولته المبكرة في المدينة عند اخواله، فلما تولى الخلافة ولى خاله إبراهيم بن هشام بن إسماعيل المخزومي، مكة والمدينة والطائف 106 هـ (?) وقد استمر إبراهيم بن هشام إلى عام 114 هـ، فعزله هشام عن ولاياته الثلاثة وولى مكة والطائف لخاله الآخر محمد بن هشام المخزومي (?) وأضاف إليه المدينة عام 118 هـ (?)، وظهر ميل هشام لإخواله عندما أمر لوفد من قريش ببعض المال فضل فيه أخواله (?).

سادساً: من حياته الاجتماعية:

1 - علاقته بالرعية:

كان هشام يضع الرقباء والعيون من خيار الناس على ولاته وعماله ليتأكد من سيرهم بالعدل، وقضائهم حوائج الخلق، ولا يكتفي بذلك بل يتعرض للناس بنفسه يسأل عن أحوالهم ويحرضهم على المطالبة بحقوقهم، وكان له موضع بالرصافة أفيح من الأرض يبرز فيه، فتضرب له به السرادقات: فيكون فيه ستين ليلة بارزاً للناس، مباحاً للخلق، لا يفني أيامه تلك إلا برد المظالم والأخذ على يد الظالم، من جميع الناس وأطراف البلاد، ويصل إلى مخاطبته في ذلك الموضع راعي السوام والأمة السوداء فمن دونهما، وقد وكل رجالاً أدباء عقلاء بإدناء الضعفاء، والنساء واليتامى منه، ويستقبل وفود الأمصار فيلبي حاجاتهم، ويخزج مع مستشاريه يصنع لهم الطعام بنفسه، فيأكل منه، ويأكل معه الناس، وإن نشبت بينه وبين أحد من إشراف رعيته خصومه لم يجد سبيلاً لقضائها إلا أن يمثل بنفسه أمام القضاء مع خصمه ويلزم أهل بيته بذلك، حتى لو كان خصم أحدهم (?) نصرانياً ولما استطال مرة على أحد رعيته لم يجد مفراً من إرضائه بكل سبيل، فقد شتم هشام مرة رجلاً من الأشراف، فوبخه ذلك الرجل وقال: أما تستحي أن تشتمني وأنت خليفة الله في الأرض؟ فاستحي منه، وقال: اقتص مني، فقال: إذن أنا سفيه مثلك،

قال: فخذ عوضاً من المال، قال: ما كنت لأفعل، قال: فهبها لله قال: هي لله، ثم لك، فنكس هشام رأسه واستحي قال: والله لا أعود إلى مثلها أبداً (?).

2 - مع وفود الأعراب:

في أيام هشام قحطت البادية فقدمت عليه العرب، فهابوا أن يكلموه، وكان فيهم درواس

طور بواسطة نورين ميديا © 2015