العهد ومع ذلك لم يجرؤ هشام على تحدي الناس في بيعتهم للوليد، فيذكر ابن كثير أن الزهري المحدث كان بحث هشاماً على خلع الوليد من ولاية العهد، ولكن هشاماً كان يرفض ذلك خشية الفضيحة، وتغير قلوب الأجناد (?)، وكان نتيجة محاولة هشام، خلع الوليد والبيعة لابنه مسلمة، أن جلب نقمة الوليد على أولاده من بعده (?) كما سيأتي بيانه بإذن الله تعالى.
كان هشام يولي أهل بيته قيادة الحملات الموجهة ضد البيزنطيين، فقد ولى أخاه مسلمة قيادة تلك الحملات لسنوات عدة (?)، كما ولاه ولاية أرمينية وأذربيجان مرتين، ولما عزل هشام مسلمة، في المرة الثانية عام 114 هـ عن أرمينية وأذربيجان ولاها لابن عمه مروان بن محمد بن مروان بن الحكم (?)، كما ولى هشام أخاه سعيد قيادة إحدى الحملات البيزنطيين أيضاً، .. وأما أبناء أخوته، فمع أن هشاماً لم يولهم قيادة حملات الصوائف ولكنه كان يشركهم فيها وكان هشام يفرض المشاركة في الحملات الحربية على من يأخذ العطاء من آل مروان، ولم يكن أحد من بني مروان يأخذ العطاء إلا عليه الغزو فمنهم من يغزو ومنهم من يخرج بديلاً، وكان يصيرون أنفسهم في أعوان الديوان، وفي بعض ما يجوز لهم المقام به ويوضح به الغزو عنهم (?)، ويبدو أن مقدار العطاء كان مائتي دينار (?). ويظهر أن هشاماً لم يهب لأهل بيته من الأموال، كما كان يوهب لهم في العهود السالفة، ومع أن هشاما لم يحاب آل مروان ويفضلهم على من سواهم، لكنه لم يخصهم وقد قام هشام بتزويج جميع بناته من أبناء عمومتهن، كما كان بنو مروان يأخذون عطاء
الشرف (?)، وكان عدد من بني مروان يحضرون مجلس هشام للسمر، معه وتذكر الروايات أن هشاماً وبخ أفضل ولاته خالد القسري واليه على العراق لما أهان القسري أحد الأمويين، وكتب الأموي إليه بذلك، وربما كانت أهانة الأموي من بين ما دعا هشام إلى عزل القسري عن
ولايته (?).