101 هـ، كما وجه من قبله سنة 102 هـ محمد بن أوس الأنصاري في غزوة بحرية إلى صقلية، فعادت الحملة سالمة غانمة (?)، وكان سبب تركيز أمير إفريقية على صقلية لأهميتها بالنسبة للروم وهي محاولة لضرب تلك القاعدة البيزنطية الهامة، وتهديداً للأعداء وإشغالهم عن مهاجمة الساحل الإفريقي (?)، وأما ولاية بشير بن صفوان على إفريقية (102 - 109 هـ) فقد كانت حافلة بالغزوات البحرية، على جزر سردانية وكورسيكا وصقلية (?) وولايته هذه تعتبر علامة مميزة في تاريخ البحرية الإسلامية الناشئة في إفريقية، إذ وصلت تحت أمرته لها مطلع القرن الثاني الهجري إلى مرحلة الفتوة، وذلك بعد استيلاء المسلمين على السواحل البحرية الشرقية في أسبانية وكان غزواته سنوية تقريياً ألح بها على قواعد الروم القريبة، لإرهابهم وإشغالهم عن محاربة سواحل المغرب (?). ومن غزواته في خلافة يزيد بن عبد الملك الحملة التي وجهها بقيادة يزيد بن مسروق اليحعصبي (?)، إلى جزيرة سردانية وذلك في المحرم (سنة 103 هـ) فكان نصيبها النجاح، حيث غنم المسلمون وسلموا (?).
بلاد الغال: تعني عن العرب الأرض الواقعة بين جبال البرتات (البرينة)، وبين جبال الألب والأوقيانوس، ونهر ألبا ومملكة الروم وهذا المفهوم ينطبق على فرنسا أيام شارلمان وأممها تتحدث بعدة لغات (?).
شهد عصر الخليفة يزيد بن عبد الملك، حمله من أهم الحملات التي قام بها المسلمون لفتح بلاد الغال عن طريق الأندلس،
وهي الغزوة التي قادها السمح بن مالك الخولاني (101 - 102 هـ) إلى تلك الأصقاع (?).
أ- حملة السمح بن مالك الخولاني على بلاد الغال:
بدأ السمح حملته في بداية عهد يزيد بن عبد الملك ومهد لغزو ما وراء البرتات بتوجيه البعوث والسرايا إلى بلاد الغال، خلال انشغاله بالتنظيمات التي قام بها بالأندلس، كان السمح رجلاً قوي الإيمان جم النشاط من خيار أهل زمانه ثقة وعدالة توفرت فيه الحكمة والخبرة والعقل فاجتمع عليه الناس ورضوا به، وكانت ولايته تجديداً للغزو واستئنافاً للفتح ما وراء البرتات، واتخذ من مدينة برشلونة قاعدة لتجمع الجيش الإسلامي المتوجه لفتح بلاد الغال وزحف السمح في جيش كبير من برشلونة مخترقاً جبال البرتات من الشرق ناحية روسيون وعبر باربينيان حتى أشرف على
سبتمانيا (?) من