104 هـ بعد قتال دار بين الفريقين في معركة عظم فيها الأمر على الجميع حتى كان النصر حليف المسلمين على أعدائهم الخزر فاستولى المسلمون على حصنهم عنوة وغنموا ما فيه وكانت غنائم عظيمة أصاب الفارس منها ثلاثمائة دينار وأما صاحب بلنجر فقد تمكن من الفرار في خمسين من قومه، فشرى الجراح زوجته وأولاده وخدمه وبعث إليه بالأمان، فرد إليه حصنه وأهله وأمواله، ليكون صنيعة للمسلمين وعيناً لهم على أعدائهم (?)،
فكان فتح البلنجر، فتحاً مبيناً، كما كان موقف الجراح الحكمي من صاحبه بعد نظر، كان له نتائج طيبة، فقد قدم للمسلمين أخبار قيمة تتعلق باتفاق الخزر واجتماعهم على قطع الطريق على المسلمين وواصل الجراح فتوحاته وتوجه إلى حصن الوبندر وصالح أهله ثم رجع بجيشه إلى شكى بعد سماع أخبار تتعلق باجتماع الخزر لحربه من صاحب بلنجر وبعد نزوله شكى كتب الجراح إلى يزيد بن عبد الملك بما فتح الله على يديه، ذاكراً له اجتماع الخزر لحربه، كما سأله المدد فوعده الخليفة بذلك إلا أن الأجل قد أدركه قبل إنفاذ المدد إليه (?)، وبعد مجيئ هشام بن عبد الملك للحكم حرص على إكمال ما بدأه سلفه فأقر الجراح على ولاية أرمينية وأمد بما يمكنه من صيانة الثغور، ودفع الأعداء عن ديار الإسلام (?).
تمثلت الجهود العسكرية التي تمت في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك ضد الروم، في تحصين الثغور وشحنها وصيانة الحدود والدفاع عنها، والفتح براً عن طريق الصوائف والشواتي، وما تم خلال ذلك من فتوحات في آسيا الصغرى، والغزو بحراً لجزر الحوض الأوسط والغربي من البحر المتوسط عن طريق إفريقية (?)، وقد كان عهد يزيد بن عبد الملك خالياً من الحملات العسكرية الكبرى ضد البيزنطيين، وفي معاودة التفكير في فتح القسطنطينية، عاصمتهم العتيقة، وإن كانت الصوائف والشواتي التي وجهت لآسيا الصغرى، قد حفلت بكثير من الانتصارات وفتح كثير من المدن والمواقع الرومانية (?).
تابع ولاة إفريقية من قبل الخليفة يزيد بن عبد الملك جهود من سبقهم من أمراء الشمال الإفريقي، فقد قام يزيد بن أبي مسلم أمير إفريقيا (101 - 102 هـ) بغزو جزيرة صقلية سنة