بلاد الغال، وظل يتقدم وصل إلى مدينة أربونة وأصبحت قاعدة مسلحة للمسلمين واستمر في زحفه واستولى على قرقشونة (?)، وما صدفه من مدن وحصونة ذلك الأقليم واستطاع السمح اجتياح جنوب بلاد الغال ومن التغلب على كل القوى التي قاومته وتصدت لزحفه حتى أتم فتح جميع نواحي سبتمانية ومن أن فرغ من فتح إقليم سبتمانية وتنظيم أموره حتى أتجه بجيشه غرباً نحو مجر نهر الجارون قاصداً إقليم اكتيانية " أكوتين " وبالذات عاصمتها مدينة طولوشة (?)، واتجاهه هذا يعني أن غزوه موجه إلى مملكة الفرنج وفي طريقه تصد عليهم، فقصد طولوشة، وفي طريقه إليها فتح مدينة طرسكونة (?)، ثم استمر في زحفه حتى نزل طولوشة فضرب السمح عليها الحصار، وجد في قتال أهلها، مستخدماً المنجنيق وسائر آلات الحصار حتى أوشك أهلها على التسليم لكن الأمير أودو هب لإنقاذ المدينة ففك المسلمون عنها الحصار والتفتوا لقتال أودو وجيشه (?).
ب- معركة طولوشة:
روعت فتوحات السمح بن مالك في سبتمانيا الأمير أودو دوق اكيتانية، فهب لإنقاذ عاصمته وسار بجيشه حتى اقترب من طولوشة والمسلمون محاصرين لها، فلما علموا بمقدمه اضطروا لفك الحصار على المدينة والتفتوا إليه، وكان جيشه من الكثرة وقيل: أن عدده عشرة أضعاف الجيش الإسلامي (?) فالتقى الجيشان بالقرب من طولوشة وقد أعد السمح جنده معنوياً وبث فيهم روح الجهاد الصادق، وقرأ عليهم بعض آيات النصر ونشب القتال في معركة عنيفة غير متكافئة، صدق فيها المسلمون القتال وبلغت من الهول ما لا يتصوره العقل، حتى خيل عند تلاقي الجمعين، أن الجبال تلاطمت، وظل القتال سجالاً بين الفريقين وقد أبدى المسلمون فيه ضروب من الشجاعة وهم يقتدون بقائدهم، الذي كان يشدهم بقوله وفعله، ويجدونه في كل مكان يحمل على الأعداء فلا يقف في وجهه شيء، غير أن القائد السلم أصيب برمح في رقبته خر على أثره صريعاً، ومات شهيداً، فلما رأى المسلمون ما أصاب أميرهم، فت في أعضادهم وأثر في نفوسهم فاختل نظام الجيش وحينها ولوا عليهم أحد كبار الجند وهو عبد الرحمن الغافقي (?)، الذي نجح في قيادة الجيش وتمكن من الإنسحاب ببقية الجيش في مهارة حرمة الفرنج من تعقب المسلمين، وإصابتهم في حالة التقهقر حتى وصل أربونة، وكان حدوث هذه المعركة واستشهاد السمح بن مالك الخولاني