بن عبد الله الحكمي على أرمينية وأذربيجان
سنة 104 هـ وأسند إليه مهمة صد الخزر وأمر حربهم وأمده بجيش كبير وأمره بحرب الأعداء وقصد بلادهم (?)، وفي ذلك دلالة على جدية الخليفة في مواجهة الموقف بالجبهة الأرمينية، فقد اختار القيادة القديرة وزودها بالجيش الكافي لتحقيق الأهداف، ولم يكن همه تطهير البلاد الإسلامية من وجود الغُزاة، بل مهاجمتهم في بلادهم ردعاً لهم وإحياء لهيبة المسلمين في نفوسهم، حتى لا يعودوا لحربهم مرة أخرى فصار الجراح بجيشه حتى وصل أرمينية فنزل برذعة (?)، ليعطي جنده قليلاً من الراحة بعد عناء السفر من دمشق الشامية حتى برذعة في الديار الأرمينية، وليعد نفسه وينظم صفوفه، لموجهة الخزر، الذين ما أن سمعوا بمقدم الجراح في جيشه ذاك (?)، حتى ارتدوا عن البلاد الإسلامية التي كانوا قد استولوا عليها، وانسحبوا عائدين حتى نزلوا مدينة الباب والأبواب (?)، وبعد أن أخذ الجراح وجنده قسطاً من الراحة توجه نحو الخزر في عامه ذاك
(104 هـ) فعبر نهر الكر واجتاز إقليم شروان، حتى قطع نهر السمور متجهاً صوب مدينة باب الأبواب وأخذ الجراح الاحتياطيات اللازمة في خط سيره وبث السرايا والطلائع أمامه ولما وصل مدينة باب الأبواب وجدها خالية وبث سرياه على ما يجاوره من البلاد فنصروا وغنموا وكان الجراح قد ارتحل في عشرين ألفاً من جنده بعد أن بعث سراياه فنزل على نهر الران على ستة فراسخ من مدينة باب الأبواب واجتمع إليه جند السرايا بعد أن أدوا الهدف الذي وجهوا من أجله، فأصبح في خمسة وعشرين ألفاً من المسلمين (?)، ويظهر أن تلك الإغارات الإسلامية وما حققته من نصر ومغانم قد أثارت الخزر فتوجهوا إليه في أربعين ألفاً بقيادة ابن ملكهم ويدعى نارستيك بن خاقان ونزلوا معه على نهر الران فدارت بين الفريقين سنة 104 هـ معركة عظيمة نصر الله فيها المسلمين وهزم الخزر وقتل الكثير منهم وأسر وغنم المسلمون جميع ما معهم وسهل النصر الذي حققه المسلمون في معركة الران، مهمة الجراح في إخضاع تلك المناطق لحكم المسلمين وسيادتهم وذلك أعقاب التخلص من القوة الرئيسية للخزر التي لم تعد قادرة على مواجهة المسلمين ذلك الحين على الأقل، فجرد الجراح جيشه لفتح مدن وحصون الخزر هناك (?)، فقد تم فتح رستاق يزعوا (?)، وفتح حصن بلنجر سنة