الخليفة يزيد بن عبد الملك المسندة من ملاّك الأرض الكبار والعسكريين المسلمين والدهاقين (?)،

فقد شارك الموالي في جيش الحرشي بقيادة سليمان بي أبي السري، كما نجد ذكراً للمجندين من أهل بخاري وخوارزم، وشومان (?). إلى جانب تأييد غورك أمير سمرقند بصورة ظاهرة (?) ولم يدم للمسلمين ما حققه سعيد الحرشي من تمكن وسيادة في ما وراء النهر، فقد تحول المسلمون من دور الهجوم إلى الدفاع في ولاية مسلم بن سعيد الكلابي على خراسان (104 - 106 هـ) فقد غزا الأخير الترك فيما وراء النهر

(سنة 105 هـ) فلم يفتح شيئاً وعاد أدراجه، بل أن الترك تعقبوه، فلحقوا به، وهو يعبر نهر جيحون بجنده، فأتم ذلك في حماية الساقة (?)، وقد كانت هذه الحملة آخر الغزو في عهد الخليفة يزيد بن عبد الملك، وهي في ظاهرها حملة ناجحة، وإن لم تحقق مكتسبات جديدة، إلا أن لحاق الترك بمسلم وتعقبه كان فيه دلالة على طمع الترك بهم وبداية لضعف سيطرة المسلمين على ما وراء النهر، وعودة الاضطراب إليها (?).

2 - الفتوح في أرمينية:

استأنفت الحملات العسكرية المنظمة إلى الثغور في عهد يزيد، وقد أشار الطبري وغيره إلى إغارة قام بها الترك (?) سنة 103 هـ على اللان (?) ومنها يتبين عودة الخزر إلى التحرش بالمسلمين ومهاجمة ممالكهم في أرمينية وهذا ما دفع أمير أرمينية آنذاك معلق بن صفار البهراني (?)، إلى القيام بحملة على الخزر، فلقيهم بمرج الحجارة في شهر رمضان في نفس العام، وقد كلب الشتاء، فدارت المعركة وهزم المسلمون وقتل منهم جماعة منهم، واستولى الخزر على عسكرهم وغنموا ما فيه (?). وقد أطمعت الهزيمة التي تلقاها المسلمون سنة 103 هـ على يد الخزر في أرمينية الأقوم القوقازية والتركية في المسلمين، فاندفعوا نحو الحدود الأرمينية، وشنوا غاراتهم وتوغلوا في البلاد مما دعى الخليفة يزيد بن عبد الملك إلى استعمال الجراح

طور بواسطة نورين ميديا © 2015