ج- الحزم: فقد تجلي حزمه في تعامله مع بعض الحركات الداخلية ومواجهة الخطر الخارجي، كجديته وحزمه في إخماد حركة ابن المهلب ومواجهة خطر الترك والصغد فيما وراء النهر والخزر في أرمينية.
ب- المرونة: وأما المرونة واللين فلاحظناها في تعامله مع حركة عقفان الحروري، عندما لجأ للطريق السلمي في إخمادها، فكان موفقاً وكذلك ملاينته لأهل الكوفة إبان حركة ابن المهلب حتى يضمن لزومهم الحياد وعدم انضمامهم لخصمه.
ج- الواقعية: فلعلها تتجلي في إقرار تصرف البربر عندما قتلوا أميرهم يزيد بن أبي مسلم وولوا عليهم غيره (?) وقصة هذا الحديث في سنة اثنتين ومائة: قتل يزيد بن أبي مسلم بإفريقية وهو والي عليها وكان سبب ذلك أنه عزم أن يسير بهم بسيرة الحجاج ابن يوسف في أهل الإسلام الذين سكنوا الأمصار، ممن كان أصله من السواد من أهل الذمة، فاسلم بالعراق من ردهم إلى قراهم ورساتيقهم، ووضع الجزية على رقابهم على نحو ما كانت تؤخذ منهم وهو على كفرهم، فلما عزم على ذلك تآمروا في أمره، فأجمع رأيهم- فيما ذكر - على قتله فقتلوه، وولوا على أنفسهم الذي كان عليهم قبل يزيد بن أبي مسلم، وهو محمد بن يزيد مولى الأنصار، وكان في جيش يزيد بن أبي مسلم، وكتبوا إلى يزيد بن عبد الملك: إنا لم نخلع أيدينا من الطاعة، ولكن يزيد بن أبي مسلم، سامنا ما لا يرضي الله والمسلمون، فقتلناه وأعدنا عاملك فكتب إليهم يزيد بن عبد الملك: إني لم أرضى ما صنع يزيد بن أبي مسلم وأقر محمد بن يزيد على إفريقية (?). وبهذا الفعل من يزيد جنب الدولة كثيراً من المشاكل، ووفر عليها كثيراً من الجهد والمال (?).
اتبع يزيد النهج الأموي في إطلاق يد العامل وجعل ولايته عامة (?)، بل إنه عاد إلى ضم الولايات إلى بعض، فجمع العراقيين لمسلمة بن عبد الملك ثم لعمر بن هبيرة وفوض لهما أمر المشرق كله، كما جمع لعبد الواحد النصري المدينة ومكة والطائف (?). وأعاد الأندلس تابعة إلى ولاية إفريقية (?)، إلا إنه لم يطبق السياسة الأموية في الفصل بين السلطة الإدارية والمالية إلا في مصر والمدينة، فقد أعاد أسامه بن زيد على خراج مصر (?).أما بقية الأقاليم فقد جمع